ثانياً: رسالة جوابية أخرى من شيخ الأزهر أيضاً، وصورتها: حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل السيّد عبد الكريم الزنجاني العراق ـ النجف الأشرف حضرة السيّد العظيم والأستاذ الجليل السلام عليكم ورحمة الله وبعد، فإنِّي أعترف بتقصير لاينفع معه العذر، ولكنّ الأمل في ساحتكم الواسعة يخفّف الألم من الشعور بهذا التقصير. أمامي خطابكم المؤرّخ 8/9/1356 وأنا معك بقلبي كلّه، أشعر كما تشعر بحال المسلمين، وأظنٌّ أنَّ خطابك يشير إلى حوادث الأقاليم الشمالية في الهند بين الشيعة وأهل السنّة، وقد كان ذلك في العام الماضي قبل سفر البعثة الأزهرية، وذلك أني بحثت وكلّفت بعض من يتابع قراءة الجرائد الهندية، فلم أعثر على جديد. لعلّك سمعت خطبتي يوم عيد النحر في الراديو أو قرأتها في الجرائد، ولعلّك تقرأ من وقت لآخر شيئاً عمّا أحاوله من الوحدة بين المسلمين، وفي ذلك كلّه ترانا على رأي واحد، ومبدأ واحد هو الوحدة الإسلامية. وأنّي أعرض عليك الآن رأياً، وهو أن يوجد مجلس إسلامي أعلى للنظر في أحوال المسلمين: أمراضهم وعللهم، وما ينفع في علاجهم، ويوحّد تعليمهم وثقافتهم، ويقرّب بين طوائفهم ومذاهبهم، وأن يمثِّل جميع المسلمين في هذا المجلس تمثيلاً حكومياً أو تمثيل غير حكومي، وإنّي أعتقد أنَّ مثل هذا المجلس سيكون له من الشأن ما يُخفّف ما تشعر به أنت، وأشعر به أنا. أرجو عرض هذا الرأي على الإخوان، وإفادتي ما ترون، وبتفصيل ما ترون، والجهة التي ترونها صالحة لهذا، هل هي مصر أو بلد آخر، ومتى وافقتم على هذا الرأي فأرجو أخذ رأي أهل العراق غير الشيعة. والسلام على جميع الإخوان ورحمة الله محمد مصطفى المراغي 26 ذو الحجة 1356 هـ / 26 فبراير 1935م