وأمّا رأيي في هذا الموضوع فإنّي أرى أشياء تلزم للإعداد. وما ذاك إلاّ من تغلغلي في الإصلاح الذي أتوخاه وأصطفيه، وصاحب البيت أدرى بالذي فيه: الأوّل: أنَّ التمثيل في المجلس الأعلى يجب أن يكون غير حكومي; لأنَّ جمهور الشيعة يرون أنَّ كلّ أمر ديني يلزمه أن يُتقرّب به إلى الله تعالى، ويُطلب امتثالاً لأمره تعالى، ولذلك ترى العلماء والأتقياء يجتنبون الوظائف الحكومية، والرواتب; لأنَّهم يرون أنَّ ذلك مبعد عن التوفيق الإلهي. الثاني: أنَّ تعيين بلد الانعقاد ممّا يتريّث فيه; لأنَّ اختيار القطر والبلد ليس بالأمر الهيّن، ولذا يجب نبذ كلّ فكرة عاطفية، وإنّما يشترط في بلد الانعقاد أن يكون في قطر متمتّع بسلطة أهلية، وبعيد عن كلّ نفوذ سياسي أجنبي. وعليه فأيَّ قطر من الأقطار العربية تتمتّع بحريّة محلية تكون نتيجة التمتّع السياسي المستقلّ فهو المعيَّن لأن يُعقد فيه المجلس الإسلامي الأعلى. الثالث: المبادرة إلى تشكيل لجنة تحضيرية لوضع المنهاج والموادّ التي سيبحث عنها المجلس الإسلامي العامّ، وإعلانها على المسلمين كافّة; لكي لا يبقى مجال لخصوم الدين والجامدين والرجعيين وأعوان المستعمرين أن يختلقوا المقاصد غير الشريفة للمجلس الإسلامي الأعلى، ليصيبوا هدفهم من إثارة نفوس الدهماء عليه، وقتله قبل تكّونه. الرابع: الإيعاز إلى الكتّاب والمؤلّفين في تاريخ الطوائف والمذاهب الإسلامية ومسائل الانتقادات أن تكون مقرونة بالمجاملة ورعاية الآداب، وأن يكون الجدل بالتي هي أحسن، وبعبارات غير جارحة للعواطف; لكي لا تثير التعصّب الذي يجب تركه في مقام الإرشاد والهداية وتوحيد الكلمة. والسلام عليكم وعلى جميع الإخوان ورحمة الله[51] عبد الكريم الزنجاني 8/2/1357 النجف الأشرف