وكنّا ننتظر من الإمام الزنجاني أن يواصل مساعيه المشكورة، وجهاده الخالد حتى يضمَّ مؤتمر واحد جميع المذاهب الإسلامية وفرق المسلمين، ويُعيد إلى الإسلام مجده، وينظّم الوحدة الإسلامية تنظيماً شاملاً، وما المؤتمرات العربية والوحدة التي سعينا ونسعى لتحقيقها من إقليمية وقومية إلاّ نواة للوحدة الإسلامية الكبرى لولا أنّ الأجل لم يمهله لتحقيق ذلك. ولقد اكبرنا إيمان سوريا برسالة الإمام الزنجاني، واستمرارها على العمل المتواصل لتحقيق الوحدة الإسلامية العامّة، وتجد فكرته السامية تربة صالحة في سوريا، فتنمو وتترعرع، وتُؤتي ثمرتها بإذن ربّها. الزنجاني يتمّ خطبة الإمام السجّاد (عليه السلام) في دمشق وعقب ذلك أعلن العلاّمة الشهير السيّد محسن الأمين العاملي مرجع الشيعة الإمامية في دمشق ما يأتي: لم يُذكر في التاريخ شيعيٌّ ارتقى منبر الجامع الأموي في دمشق منذ بنائه في صدر الإسلام إلى الآن سوى إمام الشيعة الإمامية السجّاد علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)، ولكنّ السياسة الأموية قطعت خطبة الإمام السجّاد (عليه السلام)، ولم يستطع أحد من الشيعة أن يصعد هذا المنبر ويخطب عليه. والذي يجدر بالذكر أن يسجَّل بمداد النور والفخر على صفحات التاريخ لزعيم الشيعة الإمامية الديني الشيخ عبد الكريم الزنجاني هو أنّ سماحته هوالشيعي الوحيد الذي ارتقى هذا المنبر في الجامع الأموي خطيباً لأوّل مرّة في تاريخ الإسلام وتاريخ الشيعة، وفي تاريخ الجامع الأموي وتاريخ دمشق، وأتمَّ على ذلك المنبر تلك الخطبة السجادية التي قطعتها السياسة الأموية على الإمام السجّاد (عليه السلام)في سنة 61 هجرية، وجاء هذا الإتمام بعد مرور 1295 سنة على قطعها[36].