المذاهب الإسلامية، لتبتهج بإعلان الوحدة الإسلامية على ضوء إرشاد الإمام الزنجاني. وثم سأل المستمعين: هل يؤيّدون الوحدة الإسلامية مع إخواننا الشيعة الإمامية التي يدعو إليها الإمام الزنجاني، ويحرصون عليها؟ فكان الجواب من الجميع: بالإيجاب. ثم تزاحم الناس بالمناكب يصافح العلماء الإمام الزنجاني، ويشكرونه على جهاده الجبّار، ومساعيه الحسنة، وعمله المبرور، وقبّل الناس من مختلف الطبقات يد الإمام الزنجاني مظهرين له الطاعة وأداء أجر الرسالة، وشاكرين له مساعيه، وداعين له بالتوفيق. وخرج الإمام الزنجاني ومعه العلماء في مظاهرة دينية رائعة إلى خارج المسجد، حيث هتف شباب محمد لرسول الوحدة الإسلامية، وسار موكب الإمام الزنجاني بين الصفوف المزدحمة من أهل السنّة والشيعة الإمامية، وهتافها إلى الدار التي يُقيم فيها في حيّ الأمين، يرافقه عدد كبير من العلماء، والعظماء، والأساتذة. هذه خلاصة ما شهدته دمشق في يوم الجمعة 13 شوال سنة 1355 هـ / و24 كانون الأوّل سنة 1936م الذي أطلقنا عليه: يوم الوحدة الإسلامية[35]. إنّ ما فرَّقته السياسة في قرون أزاله الإمام المصلح الشيخ عبد الكريم الزنجاني في ساعة! خُتمت ـ والحمد لله ـ بإعلان وحدة الأُمة الإسلامية، وجمع شملها وكلمتها. وقد كان جهاده مبروراً وسعيه مشكوراً، وسلاحه الذي تسلّح به ـ وهو العلم الأكمل، والإخلاص في العمل، والدعوة بالحكمة، والتضحية بالنفس والنفيس، والعقل السليم الراجح ـ أمضى من الأسلحة التي استعملتها السياسة في قرون لأكثر من ألف سنة، وظنّت أنّها صدعت صفوف المسلمين صدعاً لا يمكن أن يُجبر كسره، ولكنَّ رسول الوحدة الإسلامية الإمام الزنجاني وضع الجبر على الكسر، وعالجه بالحكمة.