ولبيانه الساحر، أبلغ أثر على الجماهير الغفيرة من عيون دمشق وعلمائها، ورجال الحلِّ والعقد فيها. ومع أنَّ المحاضرة دامت زهاء ساعتين، فقد كان المستمعون يرجون أن تطول أكثر من ذلك، وهنّأه رئيس المجلس النيابي فارس الخوري، وقبَّل رئيس المجمع العلمي محمد كرد علي يد الإمام الزنجاني، وانصرف الحضور مؤمِّنين بدعوته ومعجبين بما سمعوا[34]. 2 . الجامع الأموي وزار الإمام المصلح الكبير الجامع الأموي، بعدما تلقّى دعوةً لحضور الاحتفال الذي أقامته جمعية التمدّن الإسلامي، وحضره جمع غفير من كافة طبقات الشعب السوري، وإلقاء كلمة على الناس. وقد نقلت مجلة التمدّن الإسلامية خبر الاحتفال، فكتب محرّرها يقول: وكان شباب محمد أسبق العاملين في سبيل الوحدة الإسلامية إلى الالتفاف حول الإمام الزنجاني، والسعي لتحقيق فكرته السامية فكرة الوحدة الإسلامية، فقد أعدّوا تحت قبة «النسر» في الجامع الأموي بدمشق منبراً عالياً للإمام الزنجاني، تزاحم الناس حوله بالمناكب، بين جالس وقائم، وقد تجاوز عددهم أربعين ألف نسمة، فألقى الإمام الزنجاني عليهم درساً بليغاً عامّاً يحوم حول ما يدعو إليه من الوحدة الإسلامية وتوحيد كلمة المسلمين، وحاثّاً على توثيق عروة أهل السنّة والشيعة الإمامية بصورة خاصّة، وانتهى الدرس وقد استدرّ الدموع. ثم وقف العلاّمة المجاهد الشيخ بهجت البيطار، فألقى كلمةً مستفيضةً، أثنى فيها على الإمام الزنجاني ثناءً جميلاً، وقال: إنّ سوريا التي لم تعرف معنىً للتفرقة بين