جامعته الشقيقة لجامعة النجف الأشرف في خدمة العلم، وقال: إنّي أشعر بسعادة عظيمة وغبطة لوجودي بين هذا الحفل العلمي الكريم الذي تأيّد فيه نجاح جهودنا الجبّارة في سبيل توحيد شعور المسلمين، وتقوية الروابط الدينيّة بينهم ـ على اختلاف أوطانهم ـ وإذكاء روح الأخوة الإسلامية في طوائفهم المختلفة. وأرى جليّاً أنَّ وجوه النظر بين الطائفتين الإسلاميتين الكبيرتين: الشيعة والسنّة قد تقاربت بمساعينا ومساعي فضيلة الأستاذ الأكبر الإمام المراغي، وتجلّت حقيقة هذا التقارب في التشريعات الحديثة، واستنباط الأحوال الشخصيّة في مصر من تعاليم جميع المذاهب الإسلامية، وفي ضمنها مذهب الشيعة الإماميّة، وكذلك تجلّت حقيقة الأخوة الإسلامية في هذا الاحتفال العظيم التاريخي الذي أقامه الأزهر الشريف تكريماً للنجف الأشرف. ولا يخفى على حضراتكم أنَّ النجف الأشرف (مدفن الإمام الأعظم أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام)) كعبة العلوم الدينية والفلسفية والعربية، تقصدها الوفود الإسلامية من جميع القارّات، ليتفقَّهوا في الدين ولغة القرآن الكريم، وينشروا ذلك في قومهم إذا رجعوا إليهم. وأنَّ معاهد النجف الأشرف اُنشئت منذ ألف سنة تقريباً لتخريج المجتهدين والفلاسفة وعلماء الفقه الإسلامي الذي له تاريخه المجيد، وآثاره العظيمة في الحياة الفردية والنظم الاجتماعية، فهو جامع لمجموع الحكمة العملية، والعلوم الحقوقية، وفنون العلوم من الاجتماعي والاقتصادي والاُسري والسياسي والثقافي والعمراني والديني والخلقي والقضائي والشرع الدولي، وعوامل التربية المقصودة، والفقه الإسلامي غني بالمبادئ التي تحقّق السعادة للإنسان في شخصه، وفي علاقته بغيره، وقد بُنيت عليه المدنيّة الإسلامية في عصورها الزاهرة، كما عنى به الغربيّون باعتباره مصدراً قويماً من مصادر التشريع. النجف الأشرف قلب الإسلام النابض، وعلمه الخفّاق، ومصباحه الوهّاج الذي تعاقبت عليه الأجيال والقرون وهو يرسل أشعَّة العلوم والإيمان والتُقى ومكارم