نسبه وشرف مقامه هو الشيخ عبد الكريم بن محمد رضا بن محمد حسن بن محمد العلي النجفي ثم الزنجاني أحد مشاهير علماء الإماميّة، ومن كبار الدعاة إلى الوحدة الإسلاميّة، والتقريب والتكاتف بين المذاهب. كان قد هاجر جدّه محمد العلي إلى «زنجان» في شمال غرب إيران سنة 1217 هـ / 1803م وسكنها، فنُسب الشيخ إليها. كان فقيهاً، اُصولياً، مجتهداً، شارك في كثير من العلوم الدينية والإنسانية، ودرس الكثير من تلك العلوم لدى أساتذتها، من الفقه والحديث والأُصول والفلسفة، فأصبح عالماً كبيراً يُشار إليه بالبنان، ثم خطيباً مفوّهاً جريئاً، يسلب لبّ مستمعيه، ويكسب ودّ مخاطبيه. ولادته ونشأته العلمية ولد الشيخ عبد الكريم عام 1304 هـ / 1887م في بلدة «باروت» من نواحي مدينة زنجان على المشهور، اهتمّ والده بتعليمه وتثقيفه اهتماماً بالغاً، حيث خصّص له أساتذة لتدريسه فنون العلوم السائدة في ذلك الزمان، حتى أن أكمل مراحلها سافر إلى العاصمة طهران ليواصل فيها دراسته، ولم يغفل عن متابعة القضايا السياسية الجارية على الأمّة الإسلاميّة، والحوادث الواقعة حولها، المنشورة في الصحف والمجلاّت الصادرة آنذاك. ومن ثمّ قصد النجف الأشرف حاضرة الحوزة العلمية الشيعية سنة 1326 هـ / 1909م ولم يتجاوز عمره الثاني والعشرين ربيعاً، ليواصل دراساته العليا في العلوم الدينية، فحضر الأبحاث العالية عند العالمين الشهيرين: آية الله السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي، والسيد محمد الفيروزآبادي اليزدي... وحاز على ملكة الاجتهاد لما كان يتمتّع به من ذكاء مفرط، وذاكرة حادّة، كانتا السبب في أن يبرع في تحصيله الدراسي، ويمهر في الفلسفة والكلام لدرجة أن وصفه البعض بـ «فيلسوف الشرق».