تتعلّق بظروفه الخاصّة، أو ظروف المجتمع الإسلامي برمّته، الذي كان يعيش في حقبة عصيبة من الزمن، حيث الحرب الكونية المدمّرة من جهة، وتكالب الأطراف المنتصرة على التهام الأمم والدول بشراهة من جهة أخرى... ولكن في الوقت نفسه كان هذا الاهتمام بحدّ ذاته يعبّر عن اتّجاه فطري وعملي لديه. فقد كان(رحمه الله) يؤمن إيماناً راسخاً بأنّ زمن العصبية المذهبية لابدّ أن يولّي، والنفرة الطائفية يجب أن تنجلي غبرتها عن وجه هذه الأمّة، وذلك لأنّ اختلاف الأشقّاء لا يمكن أن يدوم أو يطّرد، فلابدّ أن يأتي يوم يحقّقون فيه نسبهم إلى أبيهم، وينتمون فيه إلى أصلهم الذي انبثقوا منه، وتفرعوا عنه. ولكي تنمو هذه الروح باطّراد، وتورق بانتظام لتضفي بظلالها لأجل المسلمين جميعاً، فلابدّ أن يسود الاقتداء والاحترام بينهم. فينبغي أن يقتدي السنّي بالشيعي ويحترمه، والمالكي بالشافعي، والحنفي بالإمامي... وبالعكس، وتتبادل المنافع بينهم، وتتّصل الآراء بموضوعية فيما بينهم، من دون انحياز ولا عصبية. وهذا إن تمَّ فسينعكس أيّ تحوّل وتطوّر يحصلان في هذا الجانب على الساحتين العريضتين: الشيعية والسنّية، بشكل مباشر أو غير مباشر، ومن ثم تبلوره وتأثيره في تصعيد مديات هدي الجماهير المسلمة نحو بناء المجتمع الإسلامي الهادف والقوي. لقد ترك هذا الرجل أثره الكبير والواضح في توجيه اهتمام المسلمين بهويتهم الإسلامية المشتركه، بسبب نشاطاته الإصلاحية المكثّفة، وفعالياته المؤثّرة التي تصبّ في وحدة المسلمين، من خلال أسفاره الكثيرة، وجولاته العريضة في عدّة أقطار عربية وإسلامية، لا لشيء إلاّ ليؤكّد على ضرورة طرح الخلافات المذهبية جانباً، وتجنّب كل أشكال العصبية الطائفية، بعد تذويب عواملها المساعدة والمتمثّلة بالجهل ودسائس اليهود والاستعمار المقيت. ترى من هو الشيخ الزنجاني؟