وتصدّى للبحث والتدريس أيضاً، كما ونشط في التأليف بصورة مثيرة، فرغم مشاغله وكثرة أسفاره، فقد ترك ما يربو على السبعين مؤلَّفاً. وفي عام 1341 هـ / 1927م برز اسمه كأحد المرشّحين للمرجعية الدينية الشيعية وهو لمّا يبلغ الـ(37) عاماً، حيث نشر في تلك السنة رسالته العملية في الفقه. نزعته الإصلاحية ونشاطاته على صعيد التقريب عُرف الشيخ عبد الكريم الزنجاني بميوله الإصلاحية، ونزعته العارمة في ترميم البيت الإسلامي، من خلال دعوته إلى الوحدة الإسلامية، ورغبته في إيجاد الحدّ الممكن من التقريب بين المذاهب الإسلاميّة وإن لم يعدّ رسمياً داعيةً له. إذ قام سنه 1354 هـ / 1940م برحلة واسعة، شملت أقطاراً إسلاميةً وعربيةً عديدة، كالهند وقفقاسيا وسوريا ولبنان والأردن ومصر وفلسطين. وقد أبدى براعةً كبيرةً أثناء رحلاته، تجسّدت في سلسلة كلماته وخطاباته التي كان يلقيها في تلك البلدان، وبمحضر العلماء والفقهاء والاُدباء والمثقّفين، فظهرت للجميع مواهبه العلمية والفلسفية، وقدراته على تصريف الكلام والمسائل بوجوهها المناسبة، وإمكانياته على تسديد أفكاره إلى قلوب مستمعيه على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم الثقافية. فلم يرجع بخفّي حنين من رحلته الطويلة، بل على العكس قد نال إعجاب الباحثين وعلماء المذاهب الأخرى، وجذب احترام وتقدير مشايخ أهل السنّة، وفي طليعتهم مشيخة الأزهر المتمثّلة بالشيخ محمد مصطفى المراغي (1364 هـ / 1945م) رئيس المجلس الإسلامي والقاضي الشرعي لمدينة بيروت، والأستاذ محمد فريد وجدي (1373 هـ / 1954م) صاحب دائرة المعارف الشهيرة والأستاذ محمد عبدالرزاق كُرد علي (1372 هـ / 1953م) رئيس المجمع العلمي بدمشق وصاحب مجلة «المقتبس»، والأستاذ الدكتور طه حسين (1393 هـ / 1973م) عميد الأدب العربي ووزير المعارف المصرية آنذاك، الذي أبدى إعجابه الشديد