نبذة عن حياة هذا المصلح الكبير لا نعدو الحقيقة إذا قلنا: إنّ ثمة رجالاً كان لهم نصيب في سماء التقريب والوحدة، حيث ساهموا بصورة كبيرة في صيانة وحماية وحدة هذه الأمّة، فانطلقوا بفكر وقّاد وحماس متزايد في هذا السبيل، فقطعوا بفكرة «التقريب» أشواطاً عجز غيرهم عن قطعها، وحقّقوا انجازات على هذا الصعيد لم يقم بها سواهم. ومن أبرز هؤلاء يطالعنا اسم «الشيخ الزنجاني» الذي لم يختلف اثنان في أنّه قد ساهم مساهمةً فعّالةً في هذا الميدان، وليس فقط في مجال الكتابة والتدريس، بل في مجال التنظير الاعتقادي، والتنظيم المنهجي أيضاً، إضافة إلى الإشراف العملي لبعض البعثات العلمية ضمن سياق النشاط التبليغي للفكر التقريبي إلى أكثر من بلد إسلامي. إنّ فكرة الوحدة الإسلاميّة والتقريب بين المذاهب، وبعبارة أكثر وضوحاً: فكرة التعايش المذهبي السلمي بين المسلمين، والاحترام المتبادل ببين اتّجاهاتهم وآرائهم الاجتهادية، من الأفكار التي كانت موضع اهتمام هذا الرجل، ومحلّ رعايته بصورة تكاد تطغي على كلّ جوانبه المشرقة، ونشاطاته المتعدّدة في حقول العلم والمعرفة الدينية والفلسفية والإنسانية. وامتياز هذا الرجل بهذا الاهتمام المفرط قد يكون لأسباب عديدة ومختلفة،