أنّكم حينما اجتمعنا معكم في الروضة الحيدرية المقدّسة في النجف الأشرف قبل مدّة غير بعيدة، رأيتم في خزانتها القرآن الشريف بخطّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)إمام الشيعة الإمامية، وعلمتم أنّه مطابق حرفياً لنسخ القرآن الشريف المتداولة في أيدي المسلمين كافّة». وهذه حجّة كافية لو كان للجبهان شيء من الحياء والإنصاف. سنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال الجبهان: أم على سنّة رسول الله، وهي لم تصل إلينا إلاّ عن طريق أصحابه الذين يعتبرون في نظر الشيعة مرتّدين; لأنّهم اغتصبوا الخلافة من علي، وأعطوها لأبي بكر...الخ. أقول: إذن فآل محمد (صلى الله عليه وآله) وأبناء النبي (صلى الله عليه وآله) ليس لهم في عقيدة الجبهان، ـ حتى هذه الصفة ـ صفة الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد قال الله تعالى فيهم (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)[59]، وقال تعالى: (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ)[60]. وقد روى أحمد في مسنده، والثعلبي في تفسيره عن ابن عبّاس (رضي الله عنه)، أنّه لمّا نزلت (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) قالوا: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، من قرابتك الذين وجبت علينا مودتّهم؟ قال (صلى الله عليه وآله): «علي، وفاطمة، وأبناهما»[61]. قال أستاذنا الأعظم آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الزنجاني في كتابه «الفقه الأرقى في شرح العروة الوثقى» الطبعة الثانية الصحيفة 29: ثمَّ لا خلاف لأحد ممّن