عليه، وذكر أمير المؤمنين علياً (رضي الله عنه) خاتم الأوصياء ووصي خاتم الأنبياء وأمين الصدّيقين والشهداء. ثمّ قال: «يا أيّها الناس، لقد فارقكم رجل ما سبقه الأوّلون ولا يدركه الآخرون. لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعطيه الراية، فيقاتل جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، فما يرجع حتّى يفتح الله عليه. ولقد قبضه الله في الليلة التي قبض فيها وصي موسى، وعرّج بروحه في الليلة التي عرّج فيها بروح عيسى بن مريم، وفي الليلة التي أنزل الله عزّ وجلّ فيها الفرقان».[243] 175 ـ أبو زرعة الشيباني: أنّ عيسى بن مريم (عليه السلام) رفع من طور زيتا، بعث الله عزّ وجلّ ريحاً، فخفقت به حتّى هرول، ثمّ رفعه الله عزّ وجلّ إلى السماء.[244] 176 ـ جعفر، عن أبيه، عن جدّه، قال: لمّا قُتل علي قام حسن بن علي خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعد، والله لقد قتلتم الليلة رجلاً في ليلة نُزل فيها القرآن، وفيها رُفع عيسى بن مريم، وفيها قُتل يوشع بن نون فتى موسى (عليه السلام).[245] 177 ـ سعيد بن المسيّب، قال: رفع عيسى بن مريم ابن ثلاث وستّين سنة.[246] 178 ـ وهب بن منبه، قال: كان إبليس يصعد إلى السماوات كلّهنّ، يتقلّب فيهنّ كيف شاء، لا يمنع منذ أُخرج آدم إلى أن رفع عيسى، فحجب حينئذ من أربع سماوات، فلمّا بعث نبيّنا حجب من الثلاث، فصار يسترقّ السمع هو وجنوده، ويقذفون بالكواكب.[247] 179 ـ ابن عبّاس في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ) قال: ثلاث وثلاثون سنة،