طلع عيسى من العين خارجاً عليهم في ثوبين ينفض رأسه من الماء حتّى قعد في ناحية البيت، فقال عيسى: «إنّ منكم لمن يكفر بي قبل الليل أكثر من اثنتي عشرة مرّة». يقول رجل من القوم: أنا ذاك. قال عيسى: «أنت قلت ذاك». ثمّ قال عيسى: «هل منكم أحد يسرّه أن يلقى عليه شبهي، فيؤخذ فيقتل ويصلب، ويكون معي في درجتي»؟ قال: فقال رجل من أحداث القوم شابّ: أنا، وسكت المشيخة. قال: فأعاد عيسى عليهم القول مرّتين، فيقول الشابّ: أنا، وسكت المشيخة. قال: فقال عيسى في الثالثة: «أنت». ثمّ إنّ عيسى تصاعد وهم ينظرون حتّى إذا بلغ من الكوّ خرج من الكوّ لا يستوسع الكو ولا يستصغر على عيسى في بدنه. قال: وهم ينظرون إليه حتّى توارى عنهم. قال: وكان آخر ما يكلّمهم به. فقال القوم ـ فيما بينهم ـ: هذا عيسى قد صعد وتركنا، فما تقولون فيه؟ قال: فاختاروا منهم ثلاثة، فقالوا: نرضى بما يقول هؤلاء. قال: فقيل لكلّ واحد منهم ما تقول؟ قال: أقول: إنّه كان الله (تعالى وتقدّس)، فكان فينا ما بدا له، ثمّ صعد إلى سلطانه حين بدا له. قال: فخرج، فقال ذاك في الناس، فتنبّه عظم من الناس. قال: وقيل للثالث: ما تقول أنت؟ قال: إنّ عيسى كان فينا قريباً عهده وإنّه عبد الله ورسوله، فقالوا: كذبت. قال: وهرب منهم إلى جزيرة في البحر، فكان فيها يتعبّد حتّى مات، فطلبوه ليقتلوه. قال: وخرج الذي قال: أنا، وقد أُلقي عليه شبه عيسى، فأُخذ، ثمّ قتل، ثمّ صلب.[241] 173 ـ الأصبغ بن نباتة، قال: قال علي: «إنّ خليلي حدّثني أن أُضرب لسبع عشرة مضي من رمضان، وهي الليلة التي مات فيها موسى، وأموت لاثنتين وعشرين تمضي من رمضان، وهي الليلة التي رفع فيها عيسى».[242] 174 ـ أبو الطفيل، قال: خطب الحسن بن علي بن أبي طالب، فحمد الله وأثنى