أظهرنا وأنّ الله لا يزول من مكانه، ولكن عيسى هو ابنه، فأهبطه إلينا وأكرمنا به. ثمّ جلس، فقام إبليس، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أيّها المتكلّمان، لا عهد لنا بمتكلّمين أقرب من كلّ خير وأبعد من كلّ شرٍّ منكما، إلاّ ما زعم الأوّل أنّ الله هبط إلينا، وأنّ الله لا يهبط من سماواته، وما ذكر أنّ عيسى هو ابن الله، وإنّ الله ليس له ولد، ولكن الله إله السماوات ومن فيهنّ، وعيسى إله الأرض ومن فيهنّ. قال: فتفرّقت من ذلك العبّاد والصالحون، فاختلفوا. قال: قال ابن عبّاس: اختلفوا على هذا القول بعد إحدى وثمانين سنة.[235] 171 ـ محمّد بن الجهم، قال: سمعت الفرّاء يقول في قول الله عزّ وجلّ: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ)[236] تعني هذه الآية: أنّ عيسى غاب عن خالته زماناً، فأتاها، فقام رأس الجالوت اليهودي، فضرب على عيسى حتّى اجتمعوا على باب داره، فكسروا الباب، ودخل رأس الجالوت ليأخذ عيسى، فطمس الله عينيه عن عيسى، ثمّ خرج إلى أصحابه، فقال: لم أره، ومعه سيف مسلول، فقالوا له: أنت عيسى، ألقى الله شبه عيسى عليه، فأخذوه فقتلوه وصلبوه، فقال جلّ ذكره: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ)[237] أُلقي شبهه عليه، ثمّ قال عزّ وجلّ: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ)[238].[239] 172 ـ أبو حمزة الخراساني، قال: لمّا ألحّوا على عيسى بن مريم في الطلب قال: واعد الحواريين في بيت يجتمعون فيه، قال: وكان في سقف البيت كوّ[240] يستضيئون منه، فاجتمعوا فيه ينظرون عيسى، إذ نبعت عين في البيت. قال: فبينما هم كذلك، إذ