برآءٌ. فأين اجتمعنا»؟ فقام، فقال لصفوان بن يحيى: قم. فما كان أغنانا عن هذا المجلس.[214] 154 ـ الحسن بن محمّد النوفليّ ثمّ الهاشميّ قال: لمّا قدم علي بن موسى الرضا (عليه السلام) على المأمون، أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات، مثل: الجاثليق، ورأس الجالوت، ورؤساء الصابئين، والهربذ الأكبر، وأصحاب ذَردهشْت ونسطاس الرومي، والمتكلّمين; ليسمع كلامه وكلامهم. فجمعهم الفضل بن سهل، ثمّ أعلم المأمون باجتماعهم. فقال المأمون: أدخلهم عليّ، ففعل، فرحّب بهم المأمون، ثمّ قال لهم: إنّي إنّما جمعتكم لخير، وأحببت أن تناظروا ابن عمّي، هذا المدنيّ القادم عليّ. فإذا كان بكرةً فاغدوا عليّ، ولا يتخلّف منكم أحدٌ. فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين. نحن مبكّرون إن شاء الله. فلمّا أصبحنا أتانا الفضل بن سهل، فقال له: جُعلت فداك. ابن عمّك ينتظرك، وقد اجتمع القوم. فما رأيك في إتيانه؟ فقال له الرضا (عليه السلام): «تقدّمني، فإنّي سائرٌ إلى ناحيتكم، إن شاء الله». ثمّ توضّأ (عليه السلام) وضوءه للصلاة، وشرب شربة سويق وسقانا منه. ثمّ خرج وخرجنا معه حتّى دخلنا على المأمون. فإذا المجلس غاصّ بأهله، ومحمّدٌ بن جعفر في جماعة الطالبيّين والهاشميّين، والقُوّاد حضورٌ. فلمّا دخل الرضا (عليه السلام)، قام المأمون وقام محمّدٌ بن جعفر وجميع بني هاشم. فما زالوا وقوفاً، والرضا (عليه السلام)جالسٌ مع المأمون حتّى أمرهم بالجلوس، فجلسوا. فلم يزل المأمون مقبلا عليه، يحدّثه ساعةً. ثمّ التفت إلى الجاثليق، فقال: يا جاثليق، هذا ابن عمّي، علي بن موسى بن جعفر. وهو من وُلد فاطمة بنت نبيّنا، وابن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهما). فأُحبّ أن تكلّمه وتحاجّه وتُنصفه. فقال الجاثليق: يا أمير المؤمنين، كيف أحاجّ رجلا يحتجّ عليّ بكتاب أنا منكره