يُبطل عليكم هذا ]المعنى[ الذي زعمتم أنّ عيسى من جهة الاختصاص كان ابناً له; لأنّكم قلتم: إنّما قلنا: إنّه ابنه; لأنّه تعالى اختصّه بما لم يختصّ به غيره. وأنتم تعلمون أنّ الذي خُصّ به عيسى لم يُخصّ به هؤلاء القوم الذين قال لهم عيسى: أذهب إلى أبي وأبيكم. فبطل أن يكون الاختصاص لعيسى، لأنّه قد ثبت عندكم بقول عيسى لمن لم يكن له مثل اختصاص عيسى. وأنتم إنّما حكيتم لفظة عيسى وتأوّلتموها على غير وجهها; لأنّه إذا قال: أبي وأبيكم. فقد أراد غير ما ذهبتم إليه ونحّلتموه. وما يدريكم لعلّه عنى: أذهب إلى آدم وإلى نوح، إنّ الله يرفعني إليهم ويجمعني معهم، وآدم أبي وأبوكم. وكذلك نوحٌ، بل ما أراد غير هذا». قال: «فسكتت النصارى، وقالوا: ما رأينا كاليوم مجادلا ولا مخاصماً، وسننظر في أمورنا....».[213] 153 ـ صفوان بن يحيى صاحب السابريّ، قال: سألني أبو قُرّة، صاحب الجاثليق أن أُوصله إلى الرضا (عليه السلام)، فاستأذنته في ذلك. فقال: «أدخله عليّ». فلمّا دخل عليه قبّل بساطه، وقال: هكذا علينا في ديننا أن نفعل بأشراف أهل زماننا. ثمّ قال له: أصلحك الله، ما تقول في فرقة ادّعت دعوىً، فشهدت لهم فرقةٌ أخرى معدّلون؟ قال: «الدعوى لهم». قال: فادّعت فرقةٌ أُخرى دعوىً، فلم يجدوا شهوداً من غيرهم؟ قال: «لا شيء لهم». قال: فإنّا نحن ادّعينا أنّ عيسى روح الله وكلمته، فوافقنا على ذلك المسلمون. وادّعى المسلمون أنّ محمداً نبيٌّ، فلم نُتابعهم عليه. وما أجمعنا عليه خيرٌ ممّا افترقنا فيه. فقال له الرضا (عليه السلام): «ما اسمك»؟ قال: يوحنّا. قال: «يا يوحنّا، إنّا آمنّا بعيسى روح الله وكلمته الذي كان يؤمن بمحمّد ويبشّر به ويُقرّ على نفسه أنّه عبدٌ مربوبٌ. فإن كان عيسى الذي هو عندك روح الله وكلمته، ليس هو الذي آمن بمحمّد وبشّر به، ولا هو الذي أقرّ لله بالعبوديّة والربوبيّة، فنحن منه