المؤمنين (عليه السلام)، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ فيك شبهاً من عيسى بن مريم، ولولا أن تقول فيك طوائف من أُمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك قولا لا تمرّ بملأ من الناس إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك، يلتمسون بذلك البركة». قال: فغضب الأعرابيّان والمغيرة بن شعبة وعدّةٌ من قريش معهم. فقالوا: ما رضي أن يضرب لابن عمّه مثلاً إلاّ عيسى بن مريم. فأنزل الله على نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا ءَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ ]يعني من بني هاشم[ مَلاَئِكَة فِي الاَْرْضِ يَخْلُفُونَ)[210]» قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهريّ، فقال: اللهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك، أنّ بني هاشم يتوارثون هرقلاً بعد هرقل، فأمطر علينا حجارةً من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فأنزل الله عليه مقالة الحارث، ونزلت هذه الآية: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)[211] ثمّ قال له: «يابن عمرو، إمّا تُبتَ، وإمّا رحلتَ». فقال: يا محمّد! بل تجعل لسائر قريش شيئاً ممّا في يديك! فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم. فقال له النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «ليس ذلك إليّ، ذلك إلى الله تبارك وتعالى...».[212] 152 ـ علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي سيّد الشهداء، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم أجمعين): «أنّه اجتمع يوماً عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل خمسة أديان: اليهود، والنصارى، والدهريّة، والثنويّة، ومشركو العرب. فقالت اليهود: نحن نقول: عزيرٌ ابن الله. وقد جئناك ـ يَا محمّد ـ لننظر ما