تقول. فَإن تبعتنا فنحن أسبق إلى الصواب منك وأفضل، وإن خالفتنا خصمناك. وقالت النصارى: نحن نقول: إنّ المسيح ابن الله، اتّحد به. وقد جئناك لننظر ما تقول. فإن تبعتنا فنحن أسبق إلى الصواب منك وأفضل، وإن خالفتنا خصمناك. وقالت الدهريّة: نحن نقول: الأشياء لا بدء لها وهي دائمةٌ، وقد جئناك لننظر ما تقول. فإن تبعتنا فنحن أسبق إلى الصواب منك وأفضل، وإن خالفتنا خصمناك. وقالت الثنويّة: نحن نقول: إنّ النور والظلمة هما المدبّران. وقد جئناك لننظر ما تقول. فإن تبعتنا فنحن أسبق إلى الصواب منك وأفضل، وإن خالفتنا خصمناك. وقال مشركو العرب: نحن نقول: إنّ أوثاننا آلهةٌ، وقد جئناك لننظر ما تقول. فإن تبعتنا فنحن أسبق إلى الصواب منك وأفضل، وإن خالفتنا خصمناك. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): آمنت بالله وحده لا شريك له، وكفرت بكلّ معبود سواه. ثمّ قال لهم: إنّ الله تعالى بعثني كافّةً للناس بشيراً ونذيراً حجّةً على العالمين، وسيردُّ الله كيد من يكيد دينه... ثمّ أقبل (صلى الله عليه وآله وسلم) على النصارى، فقال لهم: وأنتم قلتم: إنّ القديم عزّ وجلّ اتّحد بالمسيح ابنه. ما الذي أردتموه بهذا القول؟ أردتم أنّ القديم صار محدَثاً لوجود هذا المحدَث الذي هو عيسى؟ أو المحدَث الذي هو عيسى صار قديماً لوجود القديم الذي هو الله؟ أو معنى قولكم: إنّه اتّحد به أنّه اختصّه بكرامة لم يُكرم بها أحداً سواه؟ فإن أردتم أنّ القديم تعالى صار محدَثاً، فقد أبطلتم; لأنّ القديم مُحالٌ أن ينقلب فيصير محدَثاً. وإن أردتم أنّ المحدَث صار قديماً، فقد أحلتم; لأنّ المحدَث أيضاً مُحالٌ أن يصير قديماً. وإن أردتم أنّه اتّحد به بأن اختصّه واصطفاه على سائر عباده، فقد أقررتم بحدوث عيسى، وبحدوث المعنى الذي اتّحد به من أجله، لأنّه إذا كان عيسى محدَثاً وكان الله اتّحد به ـ بأن أحدث به معنىً صار به أكرم الخلق عنده ـ فقد صار عيسى وذلك المعنى محدَثين. وهذا خلاف ما بدأتم تقولونه».