كلّ قوم إلى ما كانوا يعبدون، فيذهب أصحاب الصليب مع صليبهم، وأصحاب الأوثان مع أوثانهم، وأصحاب كلّ آلهة مع آلهتهم حتّى يبقى من كان يعبد الله من برٍّ أو فاجر وغبرات من أهل الكتاب، ثمّ يؤتى بجهنّم تعرض كأنّها سراب، فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: كنّا نعبد عزير ابن الله، فيقال: كذبتم، لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما تريدون؟ قالوا: نريد أن تسقينا، فيقال: اشربوا، فيتساقطون في جهنّم. ثمّ يقال للنصارى: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: كنّا نعبد المسيح ابن الله، فيقال: كذبتم، لم يكن لله صاحبة ولا ولد، فما تريدون؟ فيقولون: نريد أن تسقينا، فيقال: اشربوا، فيتساقطون حتّى يبقى من كان يعبد الله من برٍّ أو فاجر».[200] 146 ـ ابن عبّاس قال: لقد علمت آية من القرآن ما سألني عنها رجل قطّ، فما أدري أعلمها الناس فلم يسألوا عنها، أم لم يفطنوا لها فيسألوا عنها. قال: ثمّ طفق يحدّثنا، فلمّا قام تلاومنا ألا نكون سألناه عنها، فقلت: أنا لها إذا راح غداً. فلمّا راح الغد قلت: يا بن عبّاس، ذكرت أمس آية من القرآن لم يسألك عنها رجل قط، فلا تدري أعلمها الناس فلم يسألوا عنها، أم لم يفطنوا لها، فقلت: أخبرني عنها وعن اللاتي قرأت قبلها. قال: نعم، إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لقريش: «يا معشر قريش، إنّه ليس أحد يعبد دون الله فيه خير» وقد علمت قريش أنّ النصارى تعبد عيسى بن مريم، وما تقول في محمّد، فقالوا: يا محمّد، ألست تزعم أنّ عيسى كان نبيّاً وعبداً من عباد الله صالحاً؟ فلئن كنت صادقاً فإنّ آلهتهم لكما تقولون! فأنزل الله عزّ وجلّ: (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ) قال: قلت: ما يصدّون؟ قال: يضجّون (وَإنّهُ لعلم للساعة) قال: هو خروج عيسى بن مريم قبل القيامة.[201]