142 ـ جابر: أنّ وفد نجران أتوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقالوا: ما تقول في عيسى بن مريم؟ فقال: «هو روح الله وكلمته، وعبد الله ورسوله». قالوا له: هل لك أن نلاعنك أنّه ليس كذلك؟ قال: «وذاك أحبّ إليكم»؟ قالوا: نعم. قال: «فإذا شئتم». فجاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وجمع ولده: الحسن والحسين، فقال رئيسهم: لا تلاعنوا هذا الرجل، فوالله لئن لاعنتموه ليخسفنّ أحد الفريقين، فجاءوا فقالوا: يا أبا القاسم، إنّما أراد أن يلاعنك سفهاؤنا، وإنّا نحبّ أن تعفينا! قال: «قد أعفيتكم»، ثمّ قال: «إنّ العذاب قد أظلّ نجران».[197] 143 ـ علي (رضي الله عنه) قال: دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: «يا علي، إنّ فيك من عيسى (عليه الصلاة والسلام) مثلاً، أبغضته اليهود حتّى بهتوا أُمّه، وأحبّته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس بها». قال: وقال علي: «ألا وإنّه يهلك فيَّ محبٌّ مُطر يفرطني بما ليس فيّ، ومبغض مفتر يحمله شنآني على أن يبهتني. ألا وإنّي لست بنبي ولا يوحى إليّ، ولكنّي أعمل بكتاب الله وسنّة نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ما استطعت، فما أمرتكم به من طاعة الله تعالى فحقٌّ عليكم طاعتي فيما أحببتم أو كرهتم، وما أمرتكم بمعصية أنا وغيري فلا طاعة لأحد في معصية الله عزّ وجلّ، إنّما الطاعة في المعروف».[198] 144 ـ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال لعلي: «والذي نفسي بيده، لولا أن يقول فيك طوائف من أُمّتي بما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمرّ بأحد من المسلمين إلاّ أخذ التراب من أثر قدميك يطلب به البركة».[199] 145 ـ أبو سعيد الخدري، قال: قال رسول الله: «ينادي مناد يوم القيامة: ليذهب