الله، جعنا. فيضرب (عليه السلام) بيده الأرض، سهلا كان أو جبلا، ويخرج لكلٍّ منهم رغيفين. وإذا عطشوا قالوا: يا روح الله، عطشنا. فيضرب بيده الأرض، فيخرج ماءٌ ويشربون. فقالوا: يا روح الله من أفضل منّا؟ إذا شئنا أُطعمنا وإذا شئنا سُقينا، وقد آمنّا بك واتّبعناك. فقال عيسى (عليه السلام): «أفضل منكم من يعمل بيده، ويأكل من كسبه». فصاروا يغسلون الثياب بالكرى ـ بعد ذلك ـ ويأكلون من أُجرته».[457] 372 ـ وعنه (عليه السلام) أنّه سئل يوماً: من أفضل الناس؟ قال: «من كان منطقه ذكراً، وصمته فكراً، ونظره عبرةً».[458] 373 ـ وعنه (عليه السلام): أنّ رجلاً سأله: أيّ الناس أفضل؟ فأخذ قبضتين من تراب، فقال: «أيّ هاتين أفضل؟ الناس خُلقوا من تراب، فأكرمهم أتقاهم».[459] 374 ـ الإمام الصادق (عليه السلام): «قيل لعيسى بن مريم (عليه السلام): ما لك لا تتزوّج؟ فقال: وما أصنع بالتزويج؟ قالوا: يُولَد لك. قال: وما أصنع بالأولاد؟ إن عاشوا فتنوا، وإن ماتوا أحزنوا».[460] 375 ـ أبو الربيع الشاميّ، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «إنّ عيسى بن مريم (عليه السلام) قال: داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله، وأبرأت الأكمه والأبرص بإذن الله، وعالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله، وعالجت الأحمق، فلم أقدر على إصلاحه. فقيل: يا روح الله! وما الأحمق؟ قال: المعجب برأيه ونفسه، الذي يرى الفضل كلّه له، لا عليه، ويوجب الحقّ كلّه لنفسه، ولا يوجب عليها حقّاً. فذلك الأحمق الذي لا حيلة في مداواته».[461]