376 ـ محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عليه السلام)، قال: قلت: إنّا لنرى الرجل له عبادةٌ واجتهادٌ وخشوعٌ، ولا يقول بالحقّ. فهل ينفعه ذلك شيئاً؟ فقال: «يا أبا محمّد، إنّما مثل أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل، كان لا يجتهد أحدٌ منهم أربعين ليلةً إلاّ دعا فأُجيب، وإنّ رجلا منهم اجتهد أربعين ليلةً، ثمّ دعا فلم يُستجب له، فأتى عيسى بن مريم (عليه السلام)، يشكو إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء». قال: «فتطهّر عيسى وصلّى، ثمّ دعا الله عزّ وجلّ. فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: يا عيسى، إنّ عبدي أتاني من غير الباب الذي أُوتى منه. إنّه دعاني وفي قلبه شكٌّ منك. فلو دعاني حتّى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله ما استجبت له». قال: «فالتفت إليه عيسى (عليه السلام)، فقال: تدعو ربّك وأنت في شكٍّ من نبيّه؟! فقال: يا روح الله وكلمته، قد كان والله ما قلت. فادع الله لي أن يذهب به عنّي». قال: «فدعا له عيسى (عليه السلام)، فتاب الله عليه وقبل منه، وصار في حدّ أهل بيته».[462] 377 ـ عيسى (عليه السلام): أنّه قال رجلٌ له يوماً: يا معلّم الخير، دُلّني على عمل أدخل به الجنّة. فقال له: «اتّقِ الله في سرّك وعلانيتك، وبرّ والديك».[463] 378 ـ وعنه (عليه السلام): أنّ حواريّيه شكَوا إليه ما يلقون من الناس. فقال: «إنّ المؤمنين لا يزالون في الدنيا مُنغّصين».[464] 379 ـ وعنه (عليه السلام): أنّه بينما هو جالسٌ، وشيخٌ يعمل بمسحاة ويثير الأرض. فقال عيسى (عليه السلام): «اللّهمّ، انزع منه الأمل». فوضع الشيخ المسحاة واضطجع، فلبث ساعةً. فقال عيسى: «اللّهمّ، اردد إليه الأمل». فقام، فجعل يعمل. فسأله عيسى عن ذلك. فقال: بينما أنا أعمل، إذ قالت لي نفسي: إلى متى تعمل وأنت شيخٌ كبيرٌ؟ فألقيت المسحاة واضطجعت. ثمّ قالت لي نفسي: والله، لابدّ لك من عيش ما بقيت.