بلغ بكم ما أرى»؟ قالوا: الخوف من النار. قال: «حقٌّ على الله أن يُؤمّن مَن يخافه». ثمّ جاوزهم إلى ثلاثة آخرين، فإذا هم أشدّ نحولا وتغيّراً. فقال: «ما الذي بلغ بكم ما أرى»؟ قالوا: الشوق إلى الجنة. فقال: «حقٌّ على الله أن يُعطي مَن رجاه». ثمّ مرّ إلى ثلاثة آخرين، فإذا هم أشدّ نحولا، وعلى وجوههم مثل المرائي من النور. فقال: «ما الذي بلغ بكم ما أرى»؟ قالوا: حبّ الله عزّ وجلّ. فقال: «أنتم المقرّبون»، ثلاثاً.[452] 367 ـ عيسى (عليه السلام): أنّه قالت التلامذة له: دُلّنا على عمل ندخل به الجنة. قال: «لاتنطقوا أبداً». قالوا: لا نستطيع ذلك. قال: «فلا تنطقوا إلاّ بخير».[453] عن طريق الإماميّة: 368 ـ عيسى (عليه السلام) للحواريّين: «ارضوا بدنيّ الدنيا مع سلامة دينكم، كما رضي أهل الدنيا بدنيّ الدين مع سلامة دنياهم. وتحبّبوا إلى الله بالبُعد منهم، وأرضوا الله في سخطهم».[454] 369 ـ الفضل بن أبي قرّة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قالت الحواريّون لعيسى: يا روح الله، مَن نجالس؟ قال: مَن يذكّركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويُرغّبكم في الآخرة عمله».[455] 370 ـ عيسى (عليه السلام): أنّه شكا الحواريّون إليه تهاون الناس بهم وبغضهم لهم. فقال: «اصبروا، كذلك المؤمنون مُبغضون في الناس. مثلهم كمثل القمح، ما أحلى مذاقها وأكثر أعداءها»![456] 371 ـ عيسى (عليه السلام): أنّ الحواريّين اتّبعوا عيسى (عليه السلام); فكانوا إذا جاعوا قالوا: يا روح