قال: أمّا هذا فعسى.[441] 357 ـ مالك بن مغول، قال: بلغنا أنّ عيسى بن مريم قال: «يا معشر الحواريين، تحبّبوا إلى الله يبغضكم أهل المعاصي، وتقرّبوا إليه بما يباعدكم منهم، والتمسوا رضاه بسخطهم». قالوا: يا روح الله، فمن نجالس؟ قال: «جالسوا من يذكّركم بالله رؤيته، ومن يزد في عملكم منطقه، ومن يرغّبكم في الآخرة عمله».[442] 358 ـ ابن عبّاس، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «مرّ عيسى على مدينة خربة، فأعجبه البنيان، فقال: أي ربّ، مر هذه المدينة أن تجيبني، فأوحى الله إلى المدينة: أيّتها المدينة الخربة، جاوبي عيسى». قال: «فنادت الملائكة: عيسى حبيبي، وما تريد منّي؟ قال: ما فعل أشجارك، وما فعل أنهارك، وما فعل قصورك، وأين سكّانك؟ قالت: حبيبي، جاء وعد ربّك الحقّ، فيبست أشجاري، ويبست أنهاري، وخربت قصوري، ومات سكّاني. قال: فأين أموالهم؟ قالت: جمعوها من الحلال والحرام موضوعة في بطني، لله ميراث السماوات والأرض». قال: «فنادى عيسى: تعجّبت من ثلاثة أُناس: طالب الدنيا والموت يطلبه، وباني القصور والقبر منزله، ومن يضحك ملء فيه والنار أمامه! ابن آدم لا بالكثير تشبع، ولا بالقليل تقنع، تجمع مالك لمن لا يحمدك، وتقدم على رب لا يعذرك. إنّما أنت عبد بطنك وشهوتك، وإنّما تملأ بطنك إذا دخلت قبرك. وأنت ـ يا بن آدم ـ ترى حسد مالك في ميزان غيرك».[443] 359 ـ أبو جعفر، قال: قيل لعيسى بن مريم: يا روح الله، من أشدّ الناس فتنة؟ قال: «زلّة عالم، إذا زلّ العالم زلّ بزلّته عالم كثير».[444] 360 ـ وهب بن منبه، قال: قال الحواريون لعيسى: من أولياء الله الذين لا خوف