353 ـ وهيب بن الورد، قال: قال يحيى لعيسى: «يا روح الله، ما أشدّ خلق الله»؟ قال: «غضب الله». قال: «فأخبرني بشيء أتّقي به غضب الله»، قال: «لا تغضب».[438] 354 ـ عمّار بن سعد، قال: لقي يحيى بن زكريا عيسى بن مريم، فقال يحيى لعيسى: «يا روح الله وكلمته، حدّثني»، فقال عيسى: «بل أنت فحدّثني، أنت خير منّي، جعلك الله (سَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ)» فقال له يحيى: «أنت خير منّي، أنت روح الله وكلمته تصعد مع الروح، فحدّثني بما يبعد من غضب الله». قال له عيسى: «لا تغضب». قال: «يا روح الله، ما يبدي الغضب ويثنّيه أو يعيده»؟ قال: «التعزّز، والفخر، والحميّة، والعظمة». قال: «يا روح الله، هؤلاء شداد كلّهنّ، فكيف لي بهنّ»؟! قال: «سكّن الروح واكظم الغيظ». ثمّ قال له: «وإيّاك واللهو، فيسخط الله عليك، وإيّاك والرياء، فإنّه من غضب الربّ». قال: «يا روح الله، ما يبدي الرياء ويعيده أو يثنّيه»؟ قال: «النظر، والشهوة، واتّباعهما، لا تكن حديد النظر إلى ما ليس لك، فإنّه لن يزني فرجك ما حفظت عينك، فإن استطعت أن لا تنظر إلى ثوب المرأة التي لا تحلّ لك، ولن تستطيع ذلك إلاّ بالله».[439] 355 ـ عبد الله بن أبي الهذيل، قال: لمّا رأى يحيى عيسى قال: أوصني، قال: «لاتغضب»، قال: لاأستطيع، قال: «لاتقتن مالاً»، قال: عسى.[440] 356 ـ خيثمة، قال: كان عيسى بن مريم ويحيى ابني خالة، وكان عيسى يلبس الصوف، وكان يحيى يلبس الوبر، ولم يكن لواحد منهما دينار ولا درهم ولا عبد ولا مة ولا مأوى يأويان إليه، أينما جنّهما الليل أويا، فلمّا أرادا أن يفترقا قال له يحيى: أوصني، قال: «لاتغضب»، قال: لاأستطيع إلاّ أن أغضب، قال: «لاتقتن مالاً»،