324 ـ خيثمة، قال: قال عيسى بن مريم لرجل من أصحابه ـ وكان غنياً ـ: «تصدّق بمالك». فكره ذلك، فقال عيسى: «ما يدخل الغني الجنّة».[409] 325 ـ العلاء بن المسيّب، عن رجل حدّثه، قال: قال الحواريون لعيسى بن مريم (عليه السلام): ما تأكل؟ قال: «خبز الشعير». قالوا: وما تلبس؟ قال: «الصوف». قالوا: وما تفترش؟ قال: «الأرض». قالوا: كلّ هذا شديد! قال: «لن تنالوا ملكوت السماوات والأرض حتّى تصيبوا هذا على لذّة»، أو قال: «على شهوة».[410] 326 ـ خيثمة، قال: مرّت امرأة بعيسى بن مريم (عليه السلام) فقالت: طوبى لبطن حملك، ولثدي أرضعك. قال عيسى (عليه السلام): «طوبى لمن قرأ قرآن واتّبع ما فيه».[411] 327 ـ الوليد بن عبد الرحمان بن زيد، عن أبيه: أنّ عيسى بن مريم قال: «ربّ، أنبئني عن هذه الأُمة المرحومة». قال: «أُمّة أحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هم علماء حكماء، كأنّهم أنبياء، يرضون منّي بالقليل من العطاء، وأرضى منهم باليسير من العمل، وأدخلهم الجنّة بلا إله إلاّ الله. يا عيسى، هم أكثر سكّان الجنّة; لأنّها لم تذلّ ألسن قوم قطّ بلا إله إلاّ الله كما ذلّت ألسنتهم، ولم تذلّ رقاب قوم بالسجود كما ذلّت به رقابهم».[412] 328 ـ الزهري وابن طاوس، عن أبيه، قالا: لقي عيسى بن مريم إبليس، فقال: أما علمت أنّه لا يصيبك إلاّ ما قدّر لك؟ فقال: «بلى». فقال إبليس: فارْقَ بذروة الجبل هذا، فترادّى منه، فانظر تعش أم لا؟! قال: «أمّا علمت أنّ الله قال: لا يجرّبني عبدي، فإنّي أفعل ما شئت». قال الزهري: إنّ العبد لا يبتلي عبده، ولكن الله يبتلي عبده، فخصمه.[413]