329 ـ سفيان بن عيينة يقول: لقي عيسى بن مريم إبليس، فقال له إبليس: أنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنّك تكلّمت في المهد صبياً، ولم يتكلّم فيه أحد قبلك؟ قال: «بل الربوبية والعظمة للإله الذي أنطقني، ثمّ يميتني، ثمّ يحييني». قال: فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنّك تحيي الموتى؟ قال: «بل الربوبية لله الذي يميتني ويميت من أحييت، ثم يحييني». قال: والله، إنّك لإله في السماء وإله الأرض! قال: فصكّه جبريل (عليه السلام) بجناحيه صكّة، فما تناهى دون فوق الشمس، ثمّ صكّه أُخرى بجناحه، فما تناهى دون العين الحامية، ثمّ صكّه أُخرى بجناحه، فأدخله بحار السابعة، فأشاحه ـ وقال عاصم: فأسلكه فيها ـ حتّى وجد طعم الحياة، فخرج منها، وهو يقول: ما لقي أحد من أحد ما لقيت منك يابن مريم.[414] 330 ـ خالد بن يزيد، قال: تعبّد الشيطان مع عيسى عشر سنين أو سنتين، أقام يوماً على شفير جبل، فقال الشيطان: أرأيت أن ألقيت نفسي، هل يصيبني إلاّ ما كتب لي؟ قال: إنّي لست بالذي ابتلي ربّي ولكن ربّي إذا شاء ابتلاني»، وعرف أنّه الشيطان، ففارقه.[415] 331 ـ أبو سلمة سويد، عن بعض أصحابه، قال: صلّى عيسى ببيت المقدس، فلمّا كان ببعض العقبة، فعرض له إبليس، فاحتبسه، فجعل يعرض عليه ويكلّمه ويقول له: إنّه لا ينبغي لك أن تكون عبداً، فأكثر عليه، وجعل عيسى يحرص على أن يتخلّص منه، فجعل لا يتخلّص منه، فقال له ـ فيما يقول ـ : لا ينبغي لك ـ يا عيسى ـ أن تكون عبداً! قال: فاستغاث عيسى ربّه، فأقبل جبريل وميكائيل، فلمّا رآهما إبليس كفّ، فلمّا استقرّا معه على العقبة اكتنفا عيسى، وضرب جبريل إبليس بجناحه، فقذفه في بطن الوادي! قال: فعاد إبليس معه، وعلم أنّهما لم يؤمرا بغير