للرجل: «من أخذ الرغيف»؟ قال: لا أدري! قال: فانطلق ومعه صاحبه، فرأى ظبيةً معها خشفان[375] لها، فدعا أحدهما، فأتاه، فذبحه، فأشوى منه، فأكل هو وذلك الرجل. ثمّ قال للخشف: قم بإذن الله. فقام، فذهب. فقال للرّجل: «أسألك بالذي أراك هذه الآية، من أخذ الرغيف؟» قال: لا أدري. ثمّ انتهيا إلى وادي ماء، فأخذ عيسى (عليه السلام) بيد الرجل فمشيا على الماء. فلمّا جاوزاه، قال: «أسألك بالّذي أراك هذه الآية، من أخذ الرغيف؟» قال: لا أدري، قال: فانتهيا إلى مفازة، فجلسا. فجمع عيسى (صلى الله عليه وآله وسلم) تراباً أو كثيباً، فقال: «كن ذهباً بإذن الله»، فصار ذهباً. فقسّمه ثلاثة أثلاث. فقال: ثلثٌ لي وثلثٌ لك وثلثٌ لمن أخذ الرغيف. قال: فأنا أخذت الرغيف. فقال: «فكلّه لك». قال: وفارقه عيسى (عليه السلام)، فانتهى إليه رجلان في المفازة، ومعه المال. فأرادا أن يأخذاه منه ويقتلاه. فقال: هو بيننا أثلاثٌ. قال: فابعثوا أحدكم إلى القرية حتّى يشتري طعاماً. فبعثوا أحدهم، فقال الّذي بعث: لأيّ شيء أُقاسم هؤلاء هذا المال؟ لكنّي أضع في هذا الطعام سمًّا فأقتلهما، ففعل. وقال أولئك: لأيّ شيء نجعل لهذا ثلث المال؟! ولكن إذا رجع قتلناه واقتسمنا المال بيننا. قال: فلمّا رجع إليهما، قتلاه وأكلا الطعام، فماتا. فبقي ذلك المال في المفازة، وأولئك الثلاثة قتلى عنده. فمرّ بهم عيسى (عليه السلام)، وهم على تلك الحال. فقال لأصحابه: «هذه الدنيا فاحذروها».[376] 294 ـ عبد الله بن طلحة وإسماعيل بن جابر وعمّار بن مروان، عن الصادق، جعفر بن محمّد (عليه السلام): «أنّ عيسى بن مريم (عليه السلام) توجّه في بعض حوائجه، ومعه ثلاثة نفر من أصحابه. فمرّ بلبنات ثلاث من ذهب على ظهر الطريق. فقال عيسى (عليه السلام)لأصحابه: إنّ هذا يقتل الناس. ثمّ مضى. فقال أحدهم: إنّ لي حاجةً، قال: فانصرف. ثمّ قال الآخر: إنّ لي حاجةً. فانصرف. ثمّ قال الآخر: لي حاجةٌ. فانصرف. فوافوا