فانطلقا حتّى نزلا قرية، فنزل اليهودي في أعلاها وعيسى في أسفلها، وأخذ اليهودي عصا مثل عصا عيسى، وقال: أنا الآن أُحيي الموتى! وكان ملك تلك القرية مريضاً شديد المرض، فانطلق اليهودي ينادي: من يبغي طبيباً؟ حتّى أتى ملك تلك المدينة، فأخبره بوجعه، فقال: أدخلوني عليه، فأنا أُبرِئه، وإن رأيتموه قد مات فأنا أُحييه! فقيل له: إنّ وجع الملك قد أعيا الأطبّاء قبلك، ليس من طبيب يداويه ولا يغني دواؤه شيئاً إلاّ أمر به فصلب. فقال: أدخلوني عليه، فإنّي سأُبرِئه. فأُدخل عليه، فأخذ برجل الملك، فضربه بعصاه حتّى مات، فجعل يضربه وهو ميّت، ويقول: قم بإذن الله! فأُخذ ليصلب، فبلغ عيسى، فأقبل إليه وقد رفع على الخشبة، فقال: «أرأيتم إن أحييت لكم صاحبكم أتتركون لي صاحبي»؟ قالوا: نعم. فأحيا عيسى الملك، فقام وأنزل اليهودي، فقال: يا عيسى، أنت أعظم الناس عليّ منّة، والله لا أُفارقك أبداً.[348] 268 ـ أبو هريرة قال قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «مرّ ثلاثة نفر على عيسى بن مريم فقال: يموت أحد هؤلاء اليوم إن شاء الله، فراحوا عليه بالعشي عليهم حزم الحطب، فقال لهم: القوا، فالقوا فإذا حية سوداء في حزمة الذي قال: يموت إن شاء الله، فقال: ما عملت اليوم؟ قال: ما عملت شيئاً، قال: لتخبرني، قال: ما عملت شيئاً إلاّ أنّه كانت معي فدرة[349] من خبز كانت في يدي، فمرّ علي مسكين فاعطيته بعضها، فقال: بهذه منعت أو قال: نجوت».[350] 269 ـ بكر بن عبد الله المزني قال: فقد الحواريون نبيّهم فانطلقوا يطلبونه، فإذا هو قد انطلق نحو البحر، وإذا هو يمشي على الماء، فقال له رجل منهم: يا نبي الله أجيء إليك؟ قال: نعم، فذهب يرفع رجلاً ويضع أخرى فإذا هو في الماء، فقال له عيسى: