ناولني يدك يا قصير اليقين، فلو أنّ لابن آدم من اليقين قدر ذرة لمشى على الماء».[351] 270 ـ فضيل بن عياض قال: قيل لعيسى بن مريم: يا عيسى بأيّ شيء تمشي على الماء؟ قال: بالايمان واليقين. قالوا: فانّا آمنا كما آمنت وأيقنّا كما أيقنت، قال: فامشوا إذاً، قال: فمشوا معه فجّاً فغرقوا، فقال لهم عيسى: ما لكم؟ قالوا: خفنا الموج، قال: ألا خفتم ربّ الموج؟ قال: فأخرجهم ثم ضرب بيده إلى الأرض فقبض بها ثم بسطها فإذا في احدى يديه ذهب وفي الأخرى مدر أو حصى، فقال: أيّهما أحلى في قلوبكم؟ قالوا: هذا الذهب، قال: فإنّهما عندي سواء».[352] 271 ـ ابن عباس قال: خرج عيسى بن مريم يستسقي بالناس، فأوحى الله إليه: لا يستسقي معك خطّاء، فأخبرهم بذلك، فقال: من كان من أهل الخطايا فليعتزل، فاعتزل الناس كلّهم إلاّ رجل مصاب بعينه اليمنى، فقال له عيسى: ما لك لا تعتزل؟ قال: يا روح الله ما عصيت الله طرفة عين، ولقد التفت فنظرت بعيني هذه إلى قدم امرأة من غير أن كنت أردت النظر إليها فقلعتها، ولو نظرت إليها باليسرى لقلعتها. قال: فبكى عيسى حتى ابتلّت لحيته بدموعه، وقال: اللهم إنّك خلقتنا وقد علمت ما نعمل من قبل أن تخلقنا، فلم يمنعك ذلك أن لا تخلقنا، فلمّا خلقتنا وتكفّلت بأرزاقنا فارسل السماء علينا مدراراً، فو الذي نفس عيسى بيده ما خرجت الكلمة تامة من فيه حتى أرخت السماء عزاليها، وسقي الحاضر والباد.[353] 272 ـ الشعبي قال: كان عيسى بن مريم إذا ذكر عنده الساعة صاح ويقول: لا ينبغي لابن مريم أن تذكر عنده الساعة فيسكت.[354]