هذه الآية، من أخذ الرغيف»، قال: لا أدري. ثمّ انتهى إلى البحر، فأخذ عيسى بيد الرجل، فمشى على الماء، ثمّ قال: «أنشدك بالله، ]الذي[ أراك هذه الآية، من أخذ الرغيف»؟ قال: لا أدري. ثمّ انتهيا إلى مغارة، وأخذ عيسى تراباً وطيناً، فقال: «كن ذهباً بإذن الله»، فصار ذهباً، فقسّمه ثلاثة أثلاث، فقال: «ثلث لك، وثلث لي، وثلث لمن أخذ الرغيف». فقال: أنا أخذته! قال: «فكلّه لك». وفارقه عيسى، فانتهى إليه رجلان ومعهم مال، فأرادا أن يأخذاه ويقتلاه. قال: هو بيننا أثلاثاً، قال: فابعثوا أحدكم إلى القرية يشتري لنا طعاماً. فبعثوا أحدهم، فقال الذي بعث: لأيّ شيء أُقاسم هؤلاء المال؟! ولكن أضع في الطعام سمّاً فأقتلهم! وقال ذيناك: بأيّ شيء نعطي هذا ثلث المال! ولكن إذا رجع قتلناه! قال: فلمّا رجع إليهم قتلاه وأكلوا الطعام فماتا، فبقي المال في المغارة، وأُولئك الثلاثة قتلى عنده.[345] 266 ـ الحسن: أنّ عيسى بن مريم مرّ ومعه ناس من الحواريين، فأتوا على ذهب كثير موضوع، فقال عيسى: «النجاء النجاء! إنّما هي النار». ثمّ مضى ومضى أصحابه، وتخلّف منهم ثلاثة، فقال رجلان منهم لصاحبهما: إنّا لا نستطيع هذا الذهب إلاّ أن نحمله على شيء فخذ من هذا الذهب، فاشتر لنا به طعاماً، واشتر لنا ظهراً نحمل عليه من هذا الذهب. فانطلق لما أمراه به، فأتى الشيطان الرجلين، فقال لهما: إذا أتاكما فاقتلاه، اقسما المال نصفين. فلمّا أحكم أمرهما انطلق إلى الآخر، فقال: إنّك لن تطيق هذين، فاجعل في الطعام سمّاً، فاطعمهما واذهب بالمال وحدك! فابتاع من المدينة سمّاً، فجعله في طعامهما، فلمّا أتاهما وثبا عليه فقتلاه، ثمّ قرّبا الطعام، فأكلا منه فماتا. فانطلق عيسى إلى حاجته، ثمّ رجع، فإذا هو بهم قد موّتوا عند الذهب، فقال: «انظروا إلى هؤلاء»، ثمّ حدّثهم حديثهم، ثمّ قال لأصحابه: «النجاء النجاء! فإنّما هي النار».[346]