يحذف بها الطير.[342] 263 ـ ابن عبّاس (رضي الله عنه)، قال: خرج من المدينة أربعون رجلاً من اليهود، ومضوا إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)... قالت اليهود: عيسى خير منك، قال: «ولِم»؟ قالوا: لأنّ عيسى بن مريم صعد عقبة بيت المقدس، فجاءت الشياطين لتحمله، فأمر الله جبريل (عليه السلام)، فضرب بجناحه الأيمن وجوههم، فألقاهم إلى النار. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «أُعطيت خيراً منه. أقبلت يوم بدر من قتال المشركين، وأنا جائع شديد الجوع، فاستقبلتني امرأة يهودية على رأسها جفنة، وفي الجفنة جدي مشوي، وفي كمّها شيء من سكر. فقالت: يا محمّد، الحمد لله الذي سلّمك. قد كنت نذرت لله نذراً إذا قدمت سالماً من غزوة العدوة لأذبحنّ هذا الجدي ولأشوينّه وأحمل إلى محمّد ليأكل منه. فاستنطق الجدي، فاستوى قائماً على أربع قوائم، فقال: يا محمّد، لا تأكلني، فإنّي مسموم. قالت اليهود: صدقت يا محمّد، هذا خير من ذلك....[343] 264 ـ الحسن، قال: مرّ عيسى بن مريم (عليه السلام) مع أصحابه برائحة منتنة، فوضع القوم أيديهم على أنفهم، ولم يفعل ذلك عيسى. ثمّ مرّوا برائحة طيّبة، فكشفوا أيديهم عن أنفهم، ووضع عيسى يده على أنفه. فقيل له في ذلك، فقال: «إنّ الرائحة الطيّبة نعمة، فخفت أن لا أقوم بشكرها. والرائحة المنتنة بلاء، فأحببت الصبر على البلاء».[344] 265 ـ ليث، قال: صحب رجل عيسى بن مريم. قال: فانطلقا، فانتهيا إلى شطّ نهر، فجلسا يتغدّيان، ومعهما ثلاثة أرغفة، فأكلا رغيفين وبقي رغيف. فقام عيسى إلى النهر يشرب، ثمّ رجع فلم يجد الرغيف. فقال للرجل: «من أكل الرغيف»؟ قال: لاأدري. فانطلق معه، فرأى ظبياً معها خشفان، فدعا أحدهما، فأتاه، فذبحه واشتوى واحداً وأكلا. قال للخشف: «قم بإذن الله»، فقام، فقال للرجل: «أسألك بالذي أراك