أخبرته أنَّه اقتسم المهاجرون قرعة، فطار لنا عثمان بن مظعون، فأنزلناه في أبياتنا، فوجع وجعه الذي توفّي فيه، فلمَّا توفّي وغسّل وكفّن في أثوابه، دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «وما يدريك أنَّ الله قد أكرمه؟» فقلت: بأبي أنت يا رسول الله، فمن يكرمه الله؟ فقال: «أمَّا هو فقد جاءه اليقين، والله إنِّي لأرجو له الخير. والله ما أدري ـ وأنا رسول الله ـ ما يفعل بي» قالت: فوالله لا أُزكي أحداً بعده أبداً[2077]. 1779 ـ عليّ بن أبي طالب: أنَّه أُتي بدابة ليركبها، فلمَّا وضع رجله في الركاب، قال: بسم الله، فلمَّا استوى عليها، قال: الحمد لله (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ) ثمَّ حمد الله ثلاثاً، وكبَّر ثلاثاً، ثمَّ قال: «سبحانك لا إله إلاَّ أنت، قد ظلمت نفسي، فاغفر لي»، ثمَّ ضحك، فقلت: ممَّ ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فعل مثل ما فعلت، ثمَّ ضحك، فقلت: ممَّ ضحكت يا رسول الله؟ قال: «يعجب الربُّ من عبده إذا قال: ربِّ اغفر لي، ويقول: علم عبدي أنَّه لا يغفر الذنوب غيري»[2078]. 1780 ـ أبو هريرة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيما يحكي عن ربه عزَّ وجلَّ قال: «أذنب عبدٌ ذنباً، فقال: اللَّهمَّ، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً، فعلم أنَّ له ربّاً يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثمَّ عاد فأذنب، فقال: أي ربِّ اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً، فعلم أن له ربّاً يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثمَّ عاد فأذنب، فقال: أي ربِّ اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنباً، فعلم أنَّ له ربّاً يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك»[2079].