أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يثنون عليه، ويذكرون من عبادته ورسوله الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ساكت، فلمَّا سكتوا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «هل كان يكثر ذكر الموت؟» قالوا: لا. قال: «فهل كان يدع كثيراً مما يشتهي؟» قالوا: لا. قال: «ما بلغ صاحبكم كثيراً ممَّا تذهبون إليه»[1999]. عن طريق الإماميّة: 1717 ـ ابن القدَّاح، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «ما من شيء إلاَّ وله حدّ ينتهي إليه إلاَّ الذكر، فليس له حدٌّ ينتهي إليه، فرض الله عزَّ وجلَّ الفرائض، فمن أدّاهنَّ فهو حدُّهنَّ، وشهر رمضان، فمن صامه، فهو حدّه، والحج، فمن حجَّ، فهو حدُّه، إلاَّ الذكر، فإنَّ الله عزَّ وجلَّ لم يرض منه بالقليل، ولم يجعل له حدّاً ينتهي إليه، ثمَّ تلا هذه الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [2000] فقال: لم يجعل الله عزَّ وجلَّ له حداً ينتهي إليه، قال: وكان أبي (عليه السلام) كثير الذكر لقد كنت أمشي معه، وإنَّه ليذكر الله، وآكلّ معه الطعام، وإنَّه ليذكر الله، ولقد كان يحدث القوم ما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول: لا إله إلاَّ الله، وكان يجمعنا، فيأمرنا بالذكر حتَّى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منَّا، ومن كان لا يقرأ منَّا أمره بالذكر، والبيت الذي يقرأ فيه القرآن، ويذكر الله عزَّ وجلَّ فيه تكثر بركته، وتحضره الملائكة، وتهجره الشياطين، ويضيء لأهل السماء كما يضيء الكواكب الدُّرِّي لأهل الأرض، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن، ولا يذكر الله فيه تقل بركته، وتهجره الملائكة، وتحضره الشياطين. وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أخبركم بخير أعمالكم، لكم أرفعها في درجاتكم، وأزكاها عند مليككم، وخير لكم من