مسلم غرساً، ولايزرع زرعاً، فيأكلّ منه إنسان، ولا طائر، ولا شيء، إلاّ كان له أجر»[167]. 158 ـ سهل بن سعد ـ رفعه ـ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ هذا الخير خزائن، ولتلك الخزائن مفاتيح، فمفاتيحه الرجال، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحاً للخير، مغلاقاً للشرّ، وويلٌ لعبد جعله الله مفتاحاً للشرّ مغلاقاً للخير»[168]. 159 ـ أنس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إذا كان يوم القيامة; جمع الله أهل المعروف كلهم في صعيد واحد، فيقول: هذا معروفكم قد قبلته، فخذوه، فيقولون: إلهنا وسيدنا، ما نصنع به، وأنت أولى به منّا؟ فخذه أنت، فيقول الله عزَّ وجلَّ: وما أصنع به، وأنا معروف بالمعروف؟! خذوه، فتصدّقوا به على أهل التلطّخ بالذنوب، فإنّه ليلقى الرجل صديقه، وعليه ذنوب كأمثال الجبال، فيتصدّق عليه بشيء من معروفه، فيدخل به الجنّة»[169]. 160 ـ عليّ (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «اطلبوا المعروف من رحماء أُمّتي تعيشوا في أكنافهم، ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم، فإنّ اللعنة تنزل عليهم. يا عليّ، إنّ الله تعالى خلق المعروف وخلق له أهلاً فحبّبه إليهم، وحبّب إليهم فعالهم، ووجّه إليهم طلاّبه، كما وجّه الماء في الأرض الجريبة لتحيا به ويحيا بها أهلها. يا عليّ، إنّ أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة»[170]. 161 ـ عبدالله المزنيّ، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أوحى الله عزَّ وجلَّ إلى ذي القرنين: وعزّتي وجلالي، ما خلقت خلقاً أحبّ إليّ من المعروف، وسأجعل له علماً، فمن رأيتني أحببت إليه المعروف واصطناعه، وحبّبت إلى الناس الطلب إليه،