العبد ليدعو، فيقول الله تبارك وتعالى: عجلوا له حاجته، فإنِّي أبغض صوته»[1870]. 1613 ـ أبو بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: «لا يزال المؤمن بخير ورجاء، رحمة من الله عزَّ وجلَّ ما لم يستعجل، فيقنط ويترك الدعاء» قلت له: كيف يستعجل؟ قال: يقول: دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الإجابة»[1871]. 1614 ـ أحمد بن محمّد بن أبي نصير، قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك، إنِّي قد سألت الله حاجة منذ كذا وكذا سنة، وقد دخل قلبي من إبطائها شيء، فقال: «يا أحمد، إيَّاك والشيطان أن يكون له عليك سبيل حتَّى يقنطك، إنَّ أبا جعفر صلوات الله عليه، كان يقول: إنَّ المؤمن يسأل الله عزَّ وجلَّ حاجته، فيؤخَّر عنه تعجيل إجابته حبّاً لصوته، وإستماع نحيبه، ثمَّ قال: والله ما أخَّر الله عزَّ وجلَّ عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا خير لهم ممَّا عجَّل لهم فيها، وأي شيء الدنيا؟! إنَّ أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في الرخاء نحواً من دعائه في الشدة، ليس إذا أُعطي فتر، فلا تملُّ الدعاء، فإنَّه من الله عزَّ وجلَّ بمكان، وعليك بالصبر، وطلب الحلال، وصلة الرحم، وإيَّاك ومكاشفة الناس، فإنَّا أهل البيت نصل من قطعنا، ونحسن إلى من أساء إلينا، فنرى والله في ذلك العاقبة الحسنة. إنَّ صاحب النعمة في الدنيا إذا سأل، فأعطي، طلب غير الذي سأل، وصغرت النعمة في عينه، فلا يشبع من شيء، وإذا كثرت النعم، كان المسلم من ذلك على خطر للحقوق التي تجب عليه، وما يخاف من الفتنة فيها. أخبرني عنك: لو أنِّي قلت لك قولاً أكنت تثق به منِّي؟» فقلت له: جعلت فداك، إذا لم أثق بقولك فبمن أثق، وأنت حجة الله على خلقه؟ قال: «فكن بالله أوثق، فإنَّك على موعد من الله، أليس الله عزَّ وجلَّ يقول: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ