لا أغبق[73] قبلهما أهلاً ولا مالاً، فنأى بي في طلب شيء يوماً، فلم أُرح[74] عليهما حتَّى ناما، فحلبت لهما غبوقهما، فوجدتهما نائمين، فكرهت أن أغبق قبلهما أهلاً أو مالاً، فلبثت ـ والقدح على يديّ ـ أنتظر استيقاظهما حتَّى برق الفجر، فاستيقظا فشربا غبوقهما، اللَّهمَّ إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، ففرّج عنّا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئاً لايستطيعون الخروج». قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «قال الآخر: اللَّهمَّ، كانت لي بنت عمّ كانت أحبّ الناس إليّ، فأردتها عن نفسها، فامتنعت منّي، حتَّى ألّمت بها سنة[75] من السنين، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار، على أن تخلّي بيني وبين نفسها، ففعلت، حتَّى إذا قدرت عليها قالت: لا أحلّ لك أن تفضّ الخاتم إلاّ بحقّه، فتحرّجت من الوقوع عليها، فانصرفت عنها، وهي أحب الناس إليّ، وتركت الذهب الذي أعطيتها. اللَّهمَّ، إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرُج عنّا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، غير أنّهم لايستطيعون الخروج منها. وقال الثالث: اللَّهمَّ، إنّي استأجرت أُجراء، فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد، ترك الذي له وذهب، فثمرت أجره حتَّى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبدالله، أدِّ إليَّ أجري، فقلت له: كلّ ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبدالله لا تستهزئ بي، فقلت: إنّي لا أستهزئ بك، فأخذه كلّه، فاستاقه، فلم يترك منه شيئاً. اللَّهمَّ، فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرُج عنّا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون»[76]. 67 ـ عثمان قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «إنّي لأعلم كلمةً لا يقولها