ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم). وما أبدع ما يقول سيدي محيي الدين ابن عربي في شعره الرقيق: أرى حبّ أهل البيت عندي فريضةً *** على رغم أهل البعد يورثني القربا فما اختار خير الخلق منّا جزاءه *** على هدْيه إلاّ المودّة في القربى([87]) وما أصدق ما يقول إمامنا علىّ في السادة أهل البيت: «أين الذين زعموا أنّهم الراسخون في العلم دوننا، كذباً وبغياً علينا، أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، وبنا يُستعطى الهدى ويستجلى العمى»([88]). وما أصدق كرّم الله وجهه حين يقول مرّة أُخرى في وصف آل البيت: «هم عيش العلم وموت الجهل يخبركم حلمهم عن علمهم، وظاهرهم عن باطنهم، وصمتهم عن حكم منطقهم، لا يخالفون الحقّ ولا يختلفون فيه، هم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام، بهم عاد الحقّ إلى نصابه، وانزاح الباطل عن مقامه، وانقطع لسانه عن منبته، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية، فإنّ رواة العلم كثير ورعاته قليل»([89]). والسيدة نفيسة ـ موضع كتابي هذا ـ من أهل البيت، فهي كريمة الدارين، ابنة الإمام الحسن الأنور ابن زيد الأبلج ابن الإمام الحسن ابن الإمام علىّ بن أبي طالب، رضي الله عنهم أجمعين. وقد ولدت بمكّة، ونشأت بالمدينة، وسيرى القارئ الكريم مدى حبّها للعبادة من