الشرع والتوحيد في جانب *** وحبّ أهل البيت في جانب([20]) وأن يقول الإمام أحمد بن حنبل بعدما أخرج في مسنده حديث النجوم: «النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي جاء أهل الأرض من الآيات ما يوعدون». فقال عقبه: «إنّ الله خلق الأرض من أجل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجعل دوامها بدوام أهل بيته وعترته»([21]). ومن الآداب التي أوصى إمام الحنابلة وحثّ أتباعه على الاقتداء بها: احترام أهل البيت، فقد روي أنّه وقف فترة وهو الإمام الجليل عند باب المسجد لينتظر خروج صبي صغير السنّ هاشمي أراد الخروج أيضاً من المسجد، فانتظر حتّى خرج ثم خرج بعده، وجعل يفسح له الطريق ويقبّل يديه، فقيل له في ذلك فأجاب: إنّ هذا من أهل بيت أوجب الله علينا احترامه([22]). أو أن يقول شيخ الإسلام ابن العربي في فتوحاته نظماً: فلا تعدل بأهل البيت خلقاً *** فأهل البيت هم السيادة فبغضهم من الإنسان خسر *** حقيقي وحبّهم عبادة([23]) أو أن يقول الإمام القطب الشعراني في كتابه: «اليواقيت»: يجب اعتقاد وجوب محبّة ذرّية نبيّنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وإكرامهم واحترامهم، وهم: الحسن والحسين ابنا فاطمة وأولادهما إلى يوم القيامة([24]). وكذا القطب أحمد الكبير الرفاعي في قوله: نوّروا قلوبكم بحبّ آله الكرام عليه أفضل الصلاة والسلام، فهم أنوار الوجود اللامعة، وشموس السعود الطالعة([25]).