مؤلّفات تصدح بحبّهم: ومن قبلهم الصحابة والتابعون وعلماء الإسلام، أجيال تتبعها أجيال على طول مراحل التاريخ الإسلامي الطويل. فلا عجب إذن أن نشاهد تهافت العلماء والمفكّرين، والأدباء والمثقفين عليهم، وتباريهم في الكتابة والتأليف والنظم الجميل في مدحهم، والثناء عليهم، والإطراء على شمائلهم وأبنائهم الأجلاّء، ورواية سيرتهم الحسنة. فلو قدّر للناظر والباحث بإلقاء نظرة في أجواء ورفوف المكتبة العربية الإسلامية، ومتابعة عناوين الكتب والرسائل التي ألّفت في فضائل ومناقب أهل البيت (عليهم السلام)، والمؤلّفات التي ضمّت في ثناياها أبواباً وفصولا تخصّ أهل البيت الكريم، لرأى العجب، ولعقدت الدهشة لسانه، من كميّتها وأعدادها الهائلة، وهي بنفس الوقت تعدّ مؤشّراً صادقاً يحكي متانة العلاقة القائمة بين الأمة وأهل هذا البيت العتيق، وصورة شفّافة تنقل بصدق مدى ميل الناس على اختلاف مشاربهم إلى هذه الذريّة الشريفة، وشدة حبّهم وتمسّكهم بهم، ترجمتها أقلام صادقة ومختلفة ضمن إيقاعات عاطفية مجرّدة من كلّ شائبة ورياء. لقد قدّر لي ـ وأنا الفرد غير المتخصّص في الإحصاء ـ أن أمرّ على الكثير الكثير من عناوين الكتب والرسائل والقصائد التي كُتبت ونُظمت في خصوص مناقب وسيرة ومدائح أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في مختلف رفوف المكتبة العربية الإسلامية النفيسة، دون التي كُتبت باللغات الأُخرى. ومن أجل أنّ المقام لا يسع إدراجها كلّها، فقد آليت على نفسي أن أضمّ في هذه الصفحات العجال باقة منها، تشتمل على عناوين كتب ومؤلّفات ورسائل وقصائد تخصّ الآل وحدهم دون غيرهم، وكونها أصحابها من غير الشيعة، وممّن ذاعت في الآفاق أسماؤهم، وشاعت في الأطراف كتبهم، فظلّت تنطق بعد رحيلهم بلسان صدق، تترجم معاني الحبّ الخاص والمودّة السامية لأهل هذا البيت الشريف، وبقي ميراثهم ينادي بلزوم تكريمهم وتجليلهم، وقد زخرت بها مكتبات ومتاحف العالم برمّته: * كتاب الآل لابن خالويه، أبي عبدالله الحسين بن أحمد، إمام النحو واللغة، المتوفّى سنة 370 هـ،