نفيسة رضي الله عنها، فقال له ما قالت، فعلم أنّه ميّت، وأوصى أن تصلّي عليه([460]). فلمّا توفّي سنة أربع ومائتين مرّوا به على بيتها، فصلّت عليه مأمومة، وكان الذي صلّى بها إماماً أبو يعقوب البويطي([461]) ; أحد أصحابه(رضي الله عنه)، وكان مرور جنازة الإمام الشافعي على بيتها بأمر السري أمير مصر، لأنّها سألته في ذلك ; إنفاذاً لوصيّة الإمام الشافعي(رضي الله عنه)، لأنّها لم تتمكّن من الخروج إلى جنازته ; لضعفها من كثرة العبادة. وقد قال بعض الصالحين ممّن حضر جنازة الشافعي(رضي الله عنه): سمعت بعد انقضاء الصلاتين أنّ الله تعالى غفر لكلّ من صلّى على الشافعي بالشافعي، وغفر للشافعي بصلاة السيّدة نفيسة عليه، رضي الله تعالى عنهما. وجاء ذكر الشافعي بعد وفاته في مجلس، فقالت السيّدة نفيسة تمتدحه وتترحّم عليه: رحم الله الشافعي، فقد كان رجلا يحسن الوضوء. وقالت عنه أيضاً: كان الإمام الشافعي صبوراً بكلّ ما في الصبر من معنىً، يتلقّى الشدائد بقلب ثابت، ويسعى هادئاً ليزيل ما ألمّ به، معتمداً على الله حقّ الاعتماد، ومتوكّلا عليه حقّ التوكّل، شاكراً ما ابتلاه، ضارعاً أن يكشف عنه الضرّ، مستبشراً بأجر من عند الله بقدر ما يتحمّل من آلام، ويظلّ هكذا دون أدنى ضجر أوملل، حتّى يزيل الله ما نزل به، وحينئذ يصلّي لله شاكراً، فهو عند الابتلاء كان شكوراً، وعند دفع الضرّ كان من الشاكرين. علماء حول كريمة الدارين: وكان يزورها ويسأل دعاءها وحديثها وقراءتها، ويتلمس بركاتها: