آلائه أضعاف ما كنت فيه، ببركة سيّدة الدارين. 4 ـ قال ابن إياس([451]): كان لمحيي الدين بن متري البزدار ابنة صغيرة، لها من العمر نحو سبع سنين، وكان يسكن بالقرب من مزار السيّدة نفيسة رضي الله عنها، وكان على رأس الابنة كوفية من ذهب، فوقفت تلعب من الصغار، وكان لهم جار صبي أمرد يعمل في صنعة القمريات، فلعبت عينه على الكوفية الذهب التي على رأس البنت، فلعب بعقلها وقال لها: إنّ والدتك في السيّدة نفيسة، وأرسلت تطلبك هناك، فمضت معه، وأخذ معه عبداً أسود، فلمّا توجّهوا بتلك البنت إلى مكان خرب مهجور خلف مزار السيّدة نفيسة ألقيا بالبنت فذبحاها هناك، وحملاها وألقياها في فسقية موتى هناك، وأخذا الكوفية التي على رأسها، وتركاها تتخبّط في دمائها. فأقامت هناك يوماً وليلة، فكثر التفتيش عليها من أُمّها وأبيها، فنزل أبو ها إلى السوق، وأوصى التجّار بمراقبة الكوفية الذهبية التي كانت على رأس ابنته، فإذا رأوها أتوه بها. فبينما هو في الصاغة وإذا هو بالصبي الأمرد الذي أخذ الكوفية وذبح البنت، يعرض الكوفية ويشهرها للبيع، وباعها بسعر رخيص، وقُبض عليه، وأحضروا أبا البنت وتوجّهوا إلى باب الأمير كمشينا. فلمّا عرضوه على الوالي ضربه، فأقرّ بأنّه أخذ الكوفية من فوق رأس البنت، وأنّه ذبحها ورماها في فسقية موتى خلف مزار السيّدة نفيسة، فقالوا له: إمض معنا وأرنا ذلك المكان الذي رميتها فيه، فخرج معهم وهو في الحديد، وأتى بهم إلى تلك الفسقية التي رماها بها، فنزل أبو البنت إليها فوجدها راقدة وهي مذبوحة، وفيها بعض روح ولم ينقطع وريدها من الذبح، فحملها وطلع بها من تلك الفسقية. فلمّا بلغ الأمير ذلك أرسل فأحضر الجميع بين يديه، وقصّوا عليه قصّة الصبي وما جرى له مع البنت، فحزن الأمير، وقال لها: من فعل بك هذا؟ فأشارت إلى الصبي والعبد الأسود الذي على باب البيت الذي تسكن فيه هي ووالدها، وأحضروا للبنت من ضمّد لها جرحها الذي برقبتها، وعاشت بعد ذلك وبرأت من الجرح.