وللسيدة نفيسة كرامات كثيرة في حياتها وبعد وفاتها، متّصلة متتالية، مترادفة متوالية، وقد ذكر الإمام ابن حجر(رضي الله عنه) نحواً من مائة وخمسين كرامة، ذكرها لا على سبيل الحصر، بل على سبيل المثال، وإنّا لنذكر بعض كراماتها في حياتها وبعد مماتها لنكشف قبساً من ساطع نورها، ولمحة من لمحات ربّها، وفيوضه عليها، وهي السيّدة كريمة الدارين، سليلة أهل البيت، ومن كراماتها: 1 ـ قال عبد الرحمان بن عمرو الأوزاعي([434]) إمام الشام وفقيهها وعالمها، المتوفّى في سنة 158: «قلت لجوهرة ـ إحدى إماء الحسن ـ: هل رأيت من سيدتك الصغيرة نفيسة كرامةً ؟ قالت: نعم، كنت في يوم شديد القيظ، وإذا بتنّين(ثعبان) قدجاءني، وكان معي ماء لسيدتي نفيسة، فصار ذلك التنّين يمرغ خدّه على الابريق كأنّه يتمسّح به، تبرّكاً بمائها، ثم ذهب من حيث أتى». 2 ـ عن سعيد بن الحسن([435])، قال: توقّف النيل بمصر في زمن السيّدة نفيسة رضي الله عنها، فجاء الناس إليها وسألوها الدعاء، فأعطتهم قناعها، فجاءوا به إلى النهر وطرحوه فيه، فما رجعوا حتّى زخر النيل بمائه، وزاد زيادةً عظيمة([436]). 3 ـ ازدحمت الخيل على أُمها، وكانت تحملها، وهي طفلة رضيع لم تتجاوز نصف حول، فأشارت وهي في حضن أُمّها بيدها الكريمة بردّ الخيل، فردّها عزّ شأنه ببركتها ; إعلاماً بما يكون لتلك الطفلة في مستقبل أيامها من علوّ شأن ورفعة قدر. 4 ـ كان لامرأة عجوز أربع بنات يتقوتن من غزلهنّ من الجمعة إلى الجمعة، وفي آخر الجمعة تأخذ أُمّهن العجوز غزلهنّ وتمضي به إلى السوق فتبيعه، وتشتري بنصف ثمنه كتّاناً