كرامات السيّدة نفيسة في حديث للسيدّة نفيسة عن الكرامات قالت: «شتّان بين خدع المخادعين وتضليل المضلّلين من الناس وبين كرامات الأولياء الصادقين، أُولئك الذين يخصّهم الله بتلك الكرامات لتكون برهاناً على صدقهم، وتكريماً لهم من الله، ونوراً يستضيء به من شاء أن ينسج على منوالهم ; ليصل إلى ما وصلوا إليه أوبعضه، فباب الرحمة مفتوح دائماً لعباد الله، وطريق الطاعة للقربى منه ميسَّر لكلّ من قهر نفسه وشيطانه، وهما العدوان اللدودان اللذان إذا قهرهما عبدٌ نجا وسار في الطريق المستقيم، متنقّلا من نور إلى نور، ومن مرتبة إلى أُخرى، حتّى يلقى الله وهو راض عنه، فتنعم روحه، ويشعّ من نعيمها بعض الكرامات لتهدي إلى سواء السبيل، وليس عزيزاً على الله أن يكرم أولياءه في دنياهم وفي رزقهم جزاء ما اتّقوا وجاهدوا وصبروا. وقد تتجلّى الكرامات في أرواحهم الطاهرة في البرزخ أكثر ممّا تجلّت في حياتهم الدنيا، حتّى يكون للكرامة أثر أبلغ في من يلمسها أويراها أويسمع عنها، فينشرح صدره، وينكبّ على طاعة ربّه. وقد تكون تلك الكرامات بالإلهام أو في رؤيا منامية، وإذا كان الولىّ في الدرجات العليا استطاعت روحه البرزخية أن تنطق وتهدي إلى ما يخيّل إلى الناس أنّها انتقلت من باب الكرامات إلى باب المعجزات، وإنّ ذلك على الله يسير. ولا يجحد كرامات الأولياء إلاّ من طبع الله على قلوبهم، وأعمى أفئدتهم، فإنّها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. أمّا فيما يتعلّق بما سمّاه الناس بكرامات لي فهذه ليست إلاّ من قبيل النوع الذي يقود إلى الطاعة، والسير فيما يُرضي الله حتّى يصل من يشاء الله له الهداية إلى منازل الصالحين». * * *