قال: وأبيض يُستَسقَى الغمام بوجههِ *** كفيل اليتامى عصمةٌ للأرامل([424]) وقد روى النسائي([425]) والترمذي([426]) وغيرهما([427]): أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علّم بعض أصحابه أن يدعو، فيقول: «اللّهمّ إنّي أسألك وأتوسّل إليك بنبيّك، نبىّ الرحمة، يا محمد يا رسول الله، إنّي أتوسّل بك إلى ربّي في حاجتي ليقضيها لي، اللّهمّ فشفّعه في». وهذا يدلّ على جواز التوسّل بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيّاً وميّتاً. وفي الحديث الصحيح عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: «إذا سمعتم المؤذّن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلّواعلىَّ، فإنّه من صلّى علىَّ مرّةً واحدةً بها عشرةً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنّها درجة في الجنة لاينبغي أن تكون إلاّ لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون ذلك العبد، فمن سأل لي الوسيلة حلّت له شفاعتي يوم القيامة»([428]). ويقول بعض العلماء: إنّ معنى التوسّل بهؤلاء الأشخاص: التوسّل بجاههم عند الله، وجاههم عند الله ما هو إلاّ فضل الله عليهم وإحسانه عليهم، فهو توسّل بصفات من صفات الله وإن كان ظاهره أنّه توسّل بالأشخاص. ونعود فنقول: إنّه لا يجب الاعتقاد أنّ فلاناً بعينه ولىّ، وأنّ الله أظهر الكرامة على