فهل يتوسّل إلى رضاء الله وثوابه بأشخاص يرى المتوسّل أنّ لهم كرامة ومنزلة عند الله، وأنّ التوسّل بهم يوصل ؟ قال بعض العلماء: إنّه يصحّ التوسّل بأشخاص الرسل والأنبياء والأولياء والصالحين، ولكن على معنى أنّ هؤلاء لهم عند الله مكانة، وأنّ الله سبحانه يخصّهم بتكريمه لهم، ومن أنواع تكريمه لهؤلاء الرسل والأنبياء والصالحين أن يثيب من يتوسّل بهم، لأنّ هذا التوسّل فيه تقديرهم وتكريمهم، والله يكرم ويرضى عن تقدير أوليائه ورسله، والتوسّل بهؤلاء الأشخاص عنوان تقدير المتوسّل بهم وتكريمه، والله سبحانه وتعالى يثيب من يكرم المقرّبين له. ويستدلّ على هذا بأنّ عمر بن الخطّاب كان يأخذ العباس بن عبد المطلب معه إذا أجدبت الأرض وأرادوا الاستسقاء، وكان يقول: «اللّهمّ إنّا كنّا نستسقي برسولك، ونحن الآن نستسقي بعم رسولك»([423]) وظاهر هذه الكلمة أنّه توسّل بالأشخاص. وعن ابن عمر قال: ربّما تذكّرت قول أبي طالب وأنا أنظر إلى وجه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث