الإعجاب بهم والإطراء عليهم، بل وتقديسهم إلى حدّ كبير. يقول الإمام مالك في الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): «ما رأت عيني وسمعت أذني ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادةً وورعاً»([5]). ويذكر الأستاذ محمد أمين غالب في كتابه «تاريخ العلويّين»: «إنّ الإمام أبا حنيفة سئل مرة: إذا قيل عن البعض انّه وقف ماله للإمام ـ أي أطلق في لفظه الإمام ـ فمن يكون المستحقّ له؟ فقال مجيباً: يكون المستحقّ جعفر الصادق، لأنّه هو الإمام بالحقّ». ثم عقّب المؤلّف فقال: «وكانت هذه الفتوى منه سبباً لنقمة العباسيّين عليه وإنزالهم به بعض المظالم»([6]). وحسبك أشعار الإمام الشافعي التي تقطر عذوبة وطراوة في المدح والإطراء والثناء على آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ممّا ذاعت في كل الأمصار، واشتهرت في جميع الإعصار. ويذكر أنّ الإمام أحمد بن حنبل رغم براعته وعلمه كان يتعامل مع أئمة وأبناء أهل البيت (عليهم السلام) كمراجع له، منهم يأخذ بعض الأحكام، وعنهم يروي بعض الاستدلالات، وينزل عندهم برأيه. فقد حكى ابن حجر في الصواعق عنه قوله: «أخذت أحكام البغاة والخوارج من مقاتلة علي لأهل الجمل وصفّين»([7]). وفي إثبات خبر الواحد يقول: «وجدت علي بن الحسين وهو أفقه أهل المدينة يعوّل على أخبار الآحاد»([8]). بل وينقل ابن النديم في كتابه أنّه ذكر له أحدهم مسألة فأجاب عنها، فقال له الرجل: خالفت علي بن أبي طالب، فقال: أثبت لي هذا عن علىّ بن أبي طالب حتى أضع خدّي على التراب وأقول: قد أخطأت، وارجع عن قولي إلى قوله»([9]). ويكفي أنّه قال في حقّ