الانتقام من خلال الاستفادة من هذه المواقف، بل كانوا على العكس تماماً، لا ينقطعون عن الأعمال والمشاريع العامة التي تخدم المسلمين وتبغي توعيتهم وتثقيفهم، من خلال إقامة صلاة الجمعة والجماعة والعيدين، وإبراز الثقافة الإسلامية الأصيلة، وتعزيز مكانة الدين في كافة السطوح، ودفع الشبهات التي يثيرها الأعداء، ومواجهة الأوهام والشكوك التي يظهرها الزنادقة والملحدين بين الفينة والأخرى، ومحاربة التيارات العقائدية الفاسدة، ومقارعة الميول الفكرية المنحرفة والهدامة([2]). جامعة إسلامية: فأضحت بيوتهم دور علم ضخمة، وجامعات كبيرة يقصدها أصحاب الحاجة وطلاّب العلم والمعرفة، تموج بالحركة والنشاط لنشر الدين الأصيل، وتربية جيل قادر على مواجهة الصعاب التي تعتري الإنسانية في مسيرتها الطويلة. يقول الأستاذ محمد صادق نشأت المصري، الأستاذ في كلية الآداب بجامعة القاهرة وهو يصف دار الإمام الصادق (عليه السلام): «كانت كجامعة كبيرة، تموج بالحكماء والعلماء، يجيب أسئلتهم، ويحلّ مشاكلهم، دون الالتفات إلى نحلهم ومذاهبهم، أو فروقهم ومقاصدهم، وقد جمع أصحابه المقرّبون إليه دروسهم في أربعمائة كتاب، وسمّوها: الأصول الأربعمائة».([3]) وكتب عبد القادر أحمد يوسف وهو يتحدّث عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول: «وتاريخ الإمام الرضا حافل بجلائل الأعمال، فمن علم لا يدرك مداه، وعصمة متوارثة، وقدسية لا تضارعها قدسية في عصره...»([4]). تجليل و تقديس: إنّ العمق والأصالة والخلق الكريم الذي تحلّى بها جميعاً أئمة وعلماء أهل البيت (عليهم السلام) هي التي دعت أئمة المذاهب الفقهية والفلسفية والعقائدية إلى احترامهم، وإبداء