الرسول (عليه السلام) قال: «أنا دعوة إبراهيم عليه السلام، حيث يقول:(ربّنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلّمهم الكتاب والحكمة ويزكّيهم إنّك أنت العزيز الحكيم) »([345]). وحين بلغت المزار، ووقفت بين يدي جدث خليل الله قالت: ما أن بلغت المقام الكريم والضريح العظيم، حتّى أجهشت بالبكاء، بكاء السرور ; لتحقيق أُمنيتي في زيارة الخليل، ثم جلست في خشوع أقرأ من آيات الله ما ورد في خليل الله، وقرأت: (وإذ قال إبراهيم ربِّ اجعل هذا البلد آمناً واجنبني وبنىَّ أن نعبد الأصنام ربِّ إنّهن أضللن كثيراً من الناس فمن تبعني فإنّه منّي ومن عصاني فإنّك غفور رحيم ربّنا إنّي أسكنت من ذرّيتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربّنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلّهم يشكرون ربّنا إنّك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء الحمد لله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل وإسحاق إنّ ربّي لسميع الدعاء ربِّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذرّيتي ربّنا وتقبّل دعاء ربّنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ولا تحسبنّ الله غافلا عمّا يعمل الظالمون إنّما يؤخّرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتدّ إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربّنا أخِّرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتّبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبيّن لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول من الجبال فلا تحسبنّ الله مخلف وعده رسله إنّ الله عزيز ذوانتقام يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ليجزي الله كلّ نفس ما كسبت إنّ الله سريع الحساب هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنّما هو إله واحد وليذّكّر أولوا الألباب)([346]).