الرضا إسحاق بن جعفر، وكان له عقب بمصر منهم: بنو الرقى، وبحلب: بنو زهرة. وولدت نفيسة من إسحاق ولدين هما: القاسم وأُمّ كلثوم. وفي تهذيب التهذيب: إسحاق بن جعفر، روى عن كثير بن عبدالله بن عمرو ابن عوف، وعبدالله بن جعفر المخزومي، وصالح بن معاوية بن عبدالله بن جعفر، وغيرهم. وروى عنه إبراهيم بن المنذر، ويعقوب بن حميد بن كاسب، ويعقوب ابن محمد الزهري، وغيرهم([340]). قدم مصر وهو زوج السيّدة نفيسة بنت الحسن الأنور رضي الله عنهم، وقد ذكر في لسان الميزان([341]): أنّه كان يقال له: الحزين ; لأنّه لم يُرَ ضاحكاً. وفي مشتركات الطوبجي: إنّه الممدوح بروايته عن أبيه، وقد مكث بعد وفاة السيّدة نفيسة(رضي الله عنه) زمناً ليس بالكثير، ثم توفّي ودُفن بمصر، وقيل: إنّه رحل وولداه القاسم وأُم كلثوم إلى المدينة وتوفّي بها، وهو الأصحّ. نفيسة العلم: في بيت كريم، وبين أُسرة طهّرها الله سبحانه وتعالى تطهيراً وأذهب عنها الرجس، فتحت السيدة كريمة الدارين عينيها، ووعت أذناها كتاب الله العظيم، ولا شكّ أنّ الجوّ الذي كان يحيطها شجّعها على ذلك، فأب صالح وأُمّ عابدة، يعبدان الله سبحانه وتعالى ليل نهار، فكان طبيعياً أن تقلّدهما، ولعلّها سمعت من أبيها تاريخ جدّيها الإمامين الحسن والحسين، وأُمهما الزهراء، وأبيهما أمير المؤمنين، وما اقتبسوا جميعاً من رسول الله من أنوار، وما أخذوا عنه من شتّى الفضائل والمكرمات. ولعلّ والدها تنبّأ لها بأنّها سيكون لها شأن عظيم بين الصالحين والصالحات، فقد بدأت في سنّ مبكرة في تلاوة القرآن الكريم بمفردها، ثم عملت على حفظه حتّى تمّ لها ذلك في خلال سنة واحدة فقط. أمّا العبادات المفروضة، فقد أُثر عنها رضي الله عنها أنّها كانت تؤدّي الصلوات الخمس بانتظام مع والديها في المسجد الحرام، وهي في السادسة من